<br />يحتاج الإنسان إلى عدم ركن عقله على الرف!<br />وهل يوجد من يركن عقله على الرف؟<br />من يفوّض الآخرين بالتفكير عنه واتخاذ حتى القرارات الخاصة به يركن عقله على الرف، ومن يبحث عن القوالب الجاهزة لكل شيء يركن عقله على الرف، ومن يعيش في هذه الحياة بلا مشروع يركن عقله أيضاً على الرف.<br />يحتاج الإنسان أن ينظر ويتأمل ويفكر في كل شأن من شؤونه، إن كان يريد النجاح في هذه الحياة، لأن العيش في هذه الحياة بدون تفكير يؤدي إلى حالة مأساوية.<br />تذكرت حال هؤلاء الذين لا يفكرون، وأنا أقرأ في سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم موقفاً للمشركين يبين كيف يتردى وضع الإنسان عندما يقع في الظلمات ولا يُعمل عقله مع أنه يعتبر من علية القوم، فالمشركون لما حاولوا مع أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يتخلى عن المصطفى ويمنعه، ولم يستجب لهم، جاءوا له بعرض لا يفكر به عاقل، ولا يقوله عاقل، ولا يمكن أن يقبل به عاقل، فقد أخذوا أحد أبنائهم، عمارة ابن الوليد بن المغيرة إلى عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقالوا له : يا أبا طالب، إن هذا الفتى أنْهَدَ فتىً في قريش وأجمله، فخذه فلك عقله ونصره، واتخذه ولدًا فهو لك، وأسْلِمْ إلينا ابن أخيك هذا الذي خالف دينك ودين آبائك، وفرق جماعة قومك، وسفّه أحلامهم، فنقتله، فإنما هو رجل برجل.<br />فقال أبو طالب: والله لبئس ما تسومونني، أتعطوني ابنكم أغذوه لكم، وأعطيكم ابني تقتلونه؟ هذا والله ما لا يكون أبدًا.<br />فقال أحدهم وهو المطعم بن عدي بن نوفل ابن عبد مناف: والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك، وجهدوا على التخلص مما تكره، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئًا، فقال: والله ما أنصفتموني، ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم علىّ، فاصنع ما بدا لك.<br />ولما فشلت قريش في هذه المفاوضات، ولم توفق في إقناع أبي طالب بمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفه عن الدعوة إلى الله، قررت أن تختار سبيلا قد حاولت تجنبه والابتعاد منه مخافة مغبته وما يؤول إليه، وهو سبيل الاعتداء على ذات الرسول صلى الله عليه وسلم.<br />هذه حال من لا يفكر، يتردى أكثر فأكثر، ولذلك مرن عضلات مخك بالتفكير، حتى تكون عروضك مناسبة.<br />@shlash2020