<br />في عصرنا الحديث يعمل العلماء والباحثون والأطباء المتخصصون في مراكز الأبحاث العالمية منذُ سنين بلا كلل أو ملل بهدف اكتشاف الجينات المسببة للأمراض المستعصية مثل السرطان بأشكاله المختلفة والسكري بأنواعه وغيرها من الأمراض التي لا يزال الطب عاجزًا عن توفير علاج نهائي لها.<br />هؤلاء العلماء يقضون أوقاتا طويلة في الدراسات والتجارب المخبرية بحثًا عن حلول علمية دقيقة ومستندة إلى البراهين التي يمكن أن تغير حياة الملايين.<br />وفي الجهة المقابلة نجد من يتسلل عبر منصات التواصل الاجتماعي ليدّعي اكتشاف «خلطة سحرية».. نعلم جميعًا أن الطب البديل له مكانته وأن بعض الأعشاب تمتلك فوائد مثبتة في علاج بعض الأمراض ولكن لا يمكن الترويج لها دون أسس علمية دقيقة ودراسات موثوقة تدعم فعاليتها.<br />فالترويج لتلك الخلطات التي تُباع على أنها علاج شافٍ يعد استغلالًا غير أخلاقي لأحلام وآمال المرضى وخاصة أولئك الذين فقدوا الأمل في العلاج التقليدي ويبحثون عن أي وسيلة للخلاص.<br />والكارثة الكبرى أن بعض هؤلاء الضحايا الذين يثقون في هذه الخلطات الوهمية قد يصلون إلى مراحل متقدمة من المرض أو يتعرضون لأمراض خطيرة جديدة بسبب تلك الخلطات غير الموثوقة وأحيانًا قد تؤدي إلى الوفاة -لا سمح الله -.<br />لذلك، الأشخاص الذين يلجأون لهذه الخلطات أو العلاجات العشبية غير الموثوقة غالبًا ما يكونون ضحايا اليأس والإحباط. بعد تجربة العلاجات الطبية التقليدية دون تحقيق الشفاء حيث يتحول البعض إلى وسائل غير علمية متجاهلين تمامًا المخاطر المحتملة إنهم يبحثون عن أي شعاع أمل أو وعد بالشفاء السريع .<br />يجب فرض عقوبات صارمة على كل من يروج لمنتجات أو خلطات غير مثبتة علميًا لأن ذلك يعتبر تلاعبًا بصحة البشر، كذلك يجب توعية الجمهور حول ضرورة التحقق من مصادر المعلومات الطبية والاعتماد فقط على الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية الموثوقة أو المواقع الرسميه للجهات المسؤولة.<br />وهنا يبقى وعي الأفراد هو السلاح الأقوى في مواجهة هذا النوع من الاستغلال ومن الضروري أن يتم نشر ثقافة العلم والبحث العلمي في المجتمع وإيضاح أهمية الاعتماد على الأطباء والمتخصصين في أي مشكلة صحية.<br />في الختام..<br />يجب أن يدرك المجتمع خطورة الترويج غير المسؤول للخلطات العشبية والسوائل غير المثبتة علميًا.