مع تزايد المشاريع التنموية في المنطقة الشرقية، يبقى دور هيئة تطوير المنطقة الشرقية غير واضح لدى البعض من المواطنين والإعلاميين وحتى النخب، هذا الانطباع لمسته شخصيًا، كما لاحظه زملائي في الهيئة، وذلك نتيجة تكرار السؤال العفوي من المحبين للمنطقة الشرقية"أين المشاريع التي نفذتها الهيئة"، هذا السؤال يعكس حالة من سوء الفهم لدور الهيئة، إذ يعتقد البعض أن الهيئة هي الجهة المنفذة لكل مشاريع المنطقة، لكن في الواقع دور الهيئة يختلف عن ذلك؛ فهي ليست جهة تنفيذية ولا تتولى عادة تنفيذ المشاريع التقليدية، إلا أنها تقوم بتنفيذ مشاريع نوعية تتوافق مع استراتيجياتها التنموية، مع تركيز جهودها على التمكين والتوجيه والمتابعة أكثر من التنفيذ المباشروذلك بحسب أدوار الهيئة المذكورة في لائحة تنظيم هيئات تطويرالمناطق والمدن.<br /><br />من المهم أن نعرف أن الهيئة تُعنى بدور محوري ورئيسي يتمثل في إعداد الاستراتيجيات والخطط التنموية الشاملة التي تسهم في رسم خريطة التطوير المستقبلية للمنطقة الشرقية، هذه الاستراتيجيات تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات التنموية الحالية والمستقبلية، مع وضع خطط واضحة تعزز التنمية المستدامة، وتحديد الأولويات التنموية ووضع الأطر اللازمة لتنفيذ المشاريع، وتركز الهيئة أيضًا على إعداد خطط تنموية تراعي التوسع العمراني والنمو السكاني، وتعمل على إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتوقعة، إلى جانب إطلاق المبادرات التي تسهم في تمكين القطاعات الحكومية والخاصة لتنفيذ مشاريعهم بكفاءة عالية وبما يحقق التنمية المتوازنة في جميع المحافظات والمدن.<br />ومن الأدوار الرئيسية التي تُعنى بها الهيئة أيضا إعداد المخططات الشاملة للمدن والمحافظات في المنطقة الشرقية، بهدف تحسين جودة الحياة وتطوير البنية التحتية، تشمل هذه الجهود تحديث شبكة الطرق، وتعزيز وسائل النقل العام، وتطوير المرافق والخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والإسكان، وتعمل الهيئة بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية على وضع هذه المخططات بناءً على دراسات تهدف إلى تحديد الأولويات وضمان الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة،والاستفادة من الميز النسبية للمحافظات بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.<br />ومن مهام الهيئة أيضا متابعة تنفيذ المشاريع في المنطقة وتقييم أدائها لضمان توافقها مع الأهداف التنموية وتحقيقها للنتائج المرجوة.<br />تساهم الهيئة أيضًا في تقديم الحلول التنموية فعلى سبيل المثال؛ بدلاً من مجرد التركيز على بناء المزيد من الطرق تقوم الهيئة بالتفكير في كيفية تعزيز وسائل النقل العام مثل الحافلات والقطارات لتخفيف الازدحام وتقليل التلوث، كما تشجع الهيئة على استخدام تقنيات حديثة لتحسين الخدمات العامة في مجالات الصحة والتعليم والمرور.<br />جانب آخر من عمل الهيئة هو تحفيز الاستثمارات النوعية، إذ تعمل الهيئة على جذب المستثمرين من القطاع الخاص للمساهمة في مشاريع تنموية جديدة في المنطقة الشرقية، وهذا يشمل إشراك القطاع الخاص في الاستثمارات ذات الطابع التجاري والتنموي بالإضافة إلى تطوير المرافق وخلق وجهات سياحية جديدة، فمن خلال هذه الجهود تساعد الهيئة على خلق فرص عمل جديدة وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.<br />وفيما يتعلق بتحسين جودة الحياة في المنطقة الشرقية تلعب الهيئة دورًا محوريًا بالتعاون مع برنامج جودة الحياة، حيث تعمل على تخطيط مشاريع نوعية تهدف إلى تحسين البنية التحتية للمرافق العامة وتعزيز المساحات المفتوحة وتفعيل سواحل المنطقة مما يخلق بيئةصحية وجاذبة للمواطنين والمقيمين والزوار.<br />في النهاية تظل هيئة تطوير المنطقة الشرقية عنصرًا استراتيجيًا محوريًا تجمع بين التخطيط الاستراتيجي الشامل والتخطيط الحضري والتنسيق مع الجهات الحكومية لتقديم حلول عملية وفعالة تسهم في تحسين حياة أهالي المنطقة وزوارها، وبفضل هذه الأدوار المتعددة تساهم الهيئة في تعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين جودة الحياة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.