<br />رجل فكر وقوة دافعة لتطور وتحول المملكة النوعي<br />يعرف كل ما يدور في العالم ومتابع جيد للأخبار ويمتلك قدرة تحليلية كبيرة<br />ثمة أشخاص يولدون قادة بالفطرة، وهؤلاء لهم حراكهم غير المعتاد، لأنهم يحملون هم شعوبهم طوال عمرهم، ويعملون على تحقيق رغباتها من أي موقع يشغلونه.<br />من هؤلاء القادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي عرفته منذ نحو 61 عاما، ولهذا احتار من أين أبدأ بالحديث عن رجل نذر حياته لبلاده، فهو «حفظه الله» مخزن معلومات، في الأنساب والحروب، والغزوات وقيام الدول وزوالها، وكلما كانت العلاقة معه تتوطد، كنت اكتشف جوانب جديدة في هذه الشخصية، وفهو يعرف كل ما يدور في العالم لأنه متابع جيد للأخبار، ويمتلك قدرة تحليلة كبيرة، هذا ما أعرفه عنه.<br />مما أذكره عن الملك سلمان بن عبدالعزيز، حرصه على متابعة الصحافة الكويتية واللبنانية، وقراءتها صباحاً، ثم عندما يأوي إلى الى فراشه في العاشرة مساء، يقرأ بعض المقالات التي يحتفظ بها منذ الصباح.<br />في زياراتي الكثيرة الى الرياض، كنت أجده يحمل الكثير من الأفكار عما يجري في العالم العربي، وعن الكويت، ويطري أحيانا على أمر، وينتقد آخر، دائما من شعوره الخليجي لأنه مؤمن أن خير إحدى دول «مجلس التعاون» يعم الجميع.<br />عندما كنت أزوره في الرياض، وهي زيارات كثيرة لا حصر لها، كنت أجد في الحديث معه متعة كبيرة، يناقش بكل أريحية ورزانة حتى في انتقادته، وينتقد ما نحن عليه في الكويت والعالم العربي، ويقول الحق، يستنبط العبر من التاريخ ويذكر فيها، لكن شغله الشاغل كان تطور المملكة، من خلال المواطن، فهو مؤمن أن الدول لا تقوم إلا بسواعد أبنائها الجادين المتعلمين القادرين على خدمة وطنهم من أي موقع، لأن خدمة الوطن واجب على الجميع.<br />الملك سلمان بن عبدالعزيز، مفعم بالحس الإنساني، لذلك، فإن الإنسان والوطن متلازمان عنده -يحفظه الله-، ولهذا هو رجل قيادة من نوع عظيم، ومخطط كبير، ويعبر عن أفكاره بكل بسلاسة، ولهذا حين كنت أتناول معه العشاء الأسبوعي، مع حشد من بني قومه، يكون صوته واضحا للجمع، فيه الكثير من التوجيه، ويفند الشائعات، بطريقة محببة للسامع، ويرد أسباب الصراعات السياسية، التي يشهدها الوطن العربي، إلى حقيقتها كي لا تغيب عن بال المرء حين يعلن يتداولها.<br />الحديث يطول عن الملك سلمان، «حفظه الله»، وعن خواص كثيرة تميز بها عن غيره من القادة، إذ أن هناك قلة من هؤلاء الذين يتداخلون مع الناس تلقائياً، وتمتزج طبائعهم مع مكونات شعبهم، ويسطرون الفكرة بما يفهمها الجميع، فهو، «حفظه الله»، يدرك أن إفهام الناس وأمزجتهم مختلفة، ولا يمكن للكل أن يعي الفكرة إذا لم يجري تبسيطها، ولهذا أعبتره صاحب رؤية فكرية خليجية، قلما تجدها في شبه الجزيرة العربية.<br />فأنا منذ عرفته حين كان أميراً للرياض منذ العام 1963، رجل فكر، وقوة دافعة وراء ما تشهده المملكة العربية السعودية اليوم من تطور أفضى إلى تحول نوعي فاق القدرة على مسابقته، لأنه تجاوز الإنجاز والطموح إلى مستقبل مأمول، وأن لكل مواطن سعودي الحق في أن يكون على قدر من القوة كي يقدم ما يفيد وطنه.<br />هذا الرجل صاحب الدور الحيوي الكبير في جمع الشمل الخليجي، والعربي أيضاً، بما يملكه من قوة وإرادة وشجاعة وعزيمة، ووضع الأمور في نصابها الصحيح، والذي هو اليوم خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية، الذي أعاد لبلاده مجدها.<br />مما أعرفه عن الملك سلمان بن عبدالعزيز، حرصه الدائم على متابعة هموم الطلاب الجامعيين في المملكة، أكانوا في خارجها أو داخلها، والتأمل في الأبعاد الإنسانية لأبناء شعبه، لأنه يدرك أن هؤلاء كنز المملكة، وعماد مستقبلها، ولهذا فإن لديه «كاريزما» أو قوة حضور من نوع إنساني فريد، لذا، هو في كل قلوب مواطنيه، ويحوز دائما على إعجاب ضيوفه الذين يرون فيه كنزاً معرفياً، ومناقش حريص على دعم حديثه دائماً بالمعلومات.<br />رئيس تحرير مجموعة «السياسة» الإعلامية<br />عميد الصحافة الكويتية<br />احتار من أين أبدأ الحديث عن رجل نذر حياته لبلاده<br />طبائعه تمتزج مع مكونات شعبه ويسطر الفكرة بما يفهمها الجميع<br />حريص على متابعة هموم الطلاب الجامعيين داخل المملكة أو خارجها<br />قوة وإرادة وشجاعة وعزيمة لوضع الأمور في نصابها الصحيح<br />صاحب رؤية فكرية خليجية قلما تجدها في شبه الجزيرة العربية<br />«كاريزما» وقوة حضور من نوع إنساني فريد في قلوب مواطنيه<br />مخزن معلومات في الأنساب والحروب والغزوات وقيام الدول وزوالها