<br />لقد جرت العادة على تقسيم المجتمع حسب الدخل إلى خمسة أقسام، بحيث يمثل القسم الأول طبقة الأغنياء والقسم الخامس يمثل طبقة الفقراء، أما الأقسام الثلاثة الأخرى فانها تمثل الطبقة الوسطى بمختلف المستويات الدنيا والوسطى والعليا، وتعتبر الطبقة الوسطى مقراً أو استراحة أو جسراً يتم الارتقاء منها أو من خلالها إلى طبقة الأغنياء فيما بعد، تشكل الطبقة الوسطى عالمياً ما نسبته 17% حسب إحصائية صدرت في 2021م، لكن قد يكون مبالغاً فيها لأهداف سياسية في الدول الصناعية المتقدمة وبعض الدول النامية، وذلك من حيث الدخل، وقد أشارت معلومات إحصائية أخرى إلى معلومات أكثر من تلك النسبة.<br />غالبية سكان العالم حوالي 51% من ذوي الدخل المتدني بينما 42% من الطبقة الوسطى، أما حوالي 15% من سكان العالم فهم من أعلى مستوى في الطبقة الوسطى المرتفعة الدخل، يشكل حوالي 7% من سكان العالم الطبقة العليا من حيث الدخل، الباحث في شؤون الطبقة الوسطى العالمية «هومي خاراس»، قال في دراسة أجراها مؤخرا أن 3.2 مليار نسمة، أو نسبته 42% من مجموع سكان العالم هم الآن أفراد في الطبقة الوسطى العالمية، ويرجع بعض الباحثين تراجع الدخل للطبقة الوسطى إلى فيروس «كوفيد - 19» الذي تسبب في انخفاض معدل مستوى المعيشة بنسبة كبيرة حول العالم، إنني أهتم بالطبقة الوسطى لعدة أسباب واعتبارات كونها العاملة والكادحة والمنتجة والمستهلكة التي تدور عجلة الاقتصاد والصناعة والتجارة، من المؤكد «كوفيد - 19» ساهم في عدم التساوي الاجتماعي منذ 2020.<br />وقد تكون الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية على مدى 2007 إلى 2009م الدافع القوي للتوجه السريع نحو الطاقة البديلة الصديقة للبيئة ما يجعل الاعتماد على البترول يتضاءل تدريجياً ليصبح ثانوياً تعتمد عليه الدول التي لا تتوفر فيها مصادر الطاقة الخضراء، من هنا أرى أن المؤشرات لا تشجع على الاستثمار في سوق الطاقة التقليدي على المدى الاستراتيجي الطويل، بل سيكون الاستثمار في مجال الطاقة البديلة واعداً ومجدياً لأنه سيكون ثورة جديدة كما هو الحال في محرك جوجل الذي وصل سعر سهمه حوالي 645 دولار ثم تراجع الى 167دولار، بحيث أثر على منافسه «ياهو» الذي لم يتطور كثيراً مقارنة بجوجل، إن الطبقة الوسطى في كثير من الدول تضطلع بدور استهلاكي كبير وهذا يساعد على حفظ التوازن الاقتصادي في الدولة، فعلى سبيل المثال، أشار بنك التنمية الآسيوي إلى أن معدل الإنفاق الاستهلاكي السنوي للطبقة المتوسطة في آسيا قد بلغ «٤.٣» تريليون دولار عام ٢٠٠٨م ومن المتوقع أن يبلغ «٣٢» تريليون دولار عام ٢٠٣٠م. هذا وقد أشار كبير الاقتصاديين في ذلك البنك إلى أن الطبقة المتوسطة في آسيا النامية تزداد بسرعة من حيث الحجم والقدرة الشرائية وستتحول إلى قوة تتزايد أهميتها في إعادة التوازن الاقتصادي العالمي لأنها سوف تقوم مقام أمريكا وأوروبا كأكبر مستهلكي العالم.<br />أما في دول الخليج فلا توجد احصائيات أو دراسات أو أبحاث موثقة تحدد نسبة الفقراء أو الأغنياء أو منتسبي الطبقة الوسطى من إجمالي عدد السكان، أنصح الجامعات ومراكز البحوث المتخصصة عمل الدراسات المكثفة في هذا المجال لتحديد حجم الطبقة الاجتماعية الوسطى والبحث في علاج مشاكلها.<br />dr_abdulwahhab@<br />