<br />إذا كنت في مدينة دبي وطلبت سيارة أجرة على تطبيق أوبر، فإن أول سائق متاح لتوصيلك سيكون غالباً صاحب سيارة كهربائية من نوع «تسلا» الأمريكية، وهذا لا يعني بالضرورة أن عدد هذه السيارات هي الأكثر من سائقي أوبر، ولكن لأن تطبيق أوبر وضمن توجه رسمي بات يشجع استخدام السيارات الكهربائية ويعطي أصحابها الأولوية في إشعارات توصيل المشاوير على حساب سائقي السيارات التقليدية المعتمدة على الوقود الأحفوري، ضمن ميزات أخرى بالشراكة مع تسلا، بعبارة أخرى فإنك ستجبر على ركوب سيارة كهربائية من اذا استخدمت أوبر، إلا إذا كان كل سائقي سيارات «تسلا» غير متاحين حينها.<br />وبغض النظر عن كون الشركتين، أوبر وتسلا، أمريكيتان، فإن هذا النوع من التكامل يبدو فكرة خلاقة لبيع لتسويق منتج جديد وغير مألوف مثل السيارة الكهربائية التي لا زالت صناعة ناشئة، ومثل الاستدامة التي باتت اليوم قضية عالمية تساهم في توجيه سياسات الدول مستهدفاتها، لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية لاسيما تلك التي حددتها اتفاقية باريس للمناخ عام 2015.<br />ولأن الشراكة التسويقية لشركة السيارات الكهربائية مع منصة إدارة الرحلات «المشاوير» الأشهر عالمياُ، تهدف إلى اختراق سوق قائم وكبير للسيارات التقليدية المعتمدة على الوقود الأحفوري، وتغيير سلوك العميل وتفضيلاته وقناعاته، فإنها شملت ابتكارات أخرى متعددة تشمل الربط الرقمي بين الشركتين، حيث جرى ربط معلومات التنقل تلقائيًا إلى شاشة «Tesla» المركزية، وبدلاً من التبديل بين التطبيقات أو إدخال الوجهات يدويًا، تعرض شاشة «Tesla» الآن معلومات الالتقاط والتوصيل تلقائيًا، وبات ممكناً للسائقين قبول طلبات الركوب على هواتفهم، فضلاً عن تكامل نظام الملاحة الخاص بشركة السيارات الكهربائية، الذي يستفيد من بيانات حركة المرور. كما تم تقديم حوافز لسائقي أوبر، بما في ذلك خصم بقيمة 2000 دولار على شراء سيارة تسلا.<br />هذه الأفكار التسويقية المميزة لبيع منتج جديد في سوق جديد لمستهلك جديد، تعد جديرة بالتأمل والمحاكاة والتعلم منها في مختلف الصناعات، وفي صناعات السيارات الكهربائية بشكل خاص، لاسيما وأن شركة لوسيد للسيارات الكهربائية التي تملك السعودية فيها حصة كبيرة، تعد أحد المشاريع السعودية الواعدة، التي ينتظرها الكثير من العمل لتسويق منتجها في السوق المحلي.<br />@woahmed1<br />