<br />هل مررت بمثل هذه الحالة؟ وهل تمنيت أن تملك الشجاعة أو الأريحية على أقل تقدير، لتقولها لزميل أو قيادي ترى أنه مثال للكفاءة والخبرة ومهارات القيادة التي طال انتظارها، ولكن -للأسف- بيئة العمل «المكان» لا يساعد على تتويج كل هذا والاستفادة منه في تحويل الواقع التعيس إلى واقع مضيء؟ ولتحقيق الهدف المطلوب من مقال اليوم، سأخوض في المفيد فورا، فمثل هذه الحالات لا تُرى ولا يبدأ حديث الناس عنها ابتداء من داخل بيئة العمل، سوى عندما تتحقق بعض العلامات، ومن أهمها:<br />١- أن ينكشف للعقلانيين الواقع المتمثل في وقوع هذا العنصر البشري المتميّز والمبدع في براثن بيئة عمل محبطة وغارقة في أزمة قِيَمٍ ومبادئ مهمة، من بينها انعدام الثقة، كما أنها بيئة عمل أسيرة لقيادة تعمل بمنطق «ما أريكم إلا ما أرى»؛ حتى وإن كان بصر هذه الإدارة ممتد إلى ضلال.. والبصيرة لا تستشرف سوى دامس الظلام!<br />٢- وجود «لوبي» داخلي في بيئة العمل، يحرص على تنفيذ أجندة رخيصة لرأس الهرم، وغاب عن صاحب الموهبة والمهارة أنهم «طابور خامس» للقيادي «الكبير»، وكذّب هذا الموهوب خبرته وحدسه الذي أنبأه منذ الفترة التجريبية أن هناك «خلطة فاسدة» يجري طبخها في مكان معتمٍ لا يُرى!<br />٣- سهولة انكشاف التناقضات خلال الشهور الأولى لالتحاق هذا المتميز بالعمل، حيث تتسم الشهور التالية للفترة التجريبية بتهاوي الأقنعة، واصطفاف عدد من الضباع في طابور كريه للتناوب على مهاجمة هذا الفارس النبيل بمنتهى النذالة، فهو مصدر خطر محدق بهم لأنه قادر على كشف ضحالة قدراتهم، وضآلة معرفتهم، وقد يحتاجه كبيرهم، فيصبح حصان رهان لا يرغبون في وجوده ضمن سباقهم لامتطاء السُلطة.<br />٤- استخدام الهجوم في حضور مؤيدين ومطبلين، وتكثيف إلقاء اللوم على المتميز، لأن السعي لقمعه وتحجيم تميزه يحد من فرص فضح محدودية قدرات الآخرين، ممن يتنعمون بمميزات لا يستحقونها.<br />٥- تكبيل المتميز باللجان، مع القيام بانتقاء أعضاء هذه اللجنة أو تلك بما يزيد لف الأغلال حول المبدع، فلا هو قادر على أن يستمر في انطلاقته المذهلة، وإن نجح بفعل المهارة والخبرة، سينسبون النجاح إلى «الحبايب» أعضاء اللجنة.<br />هذه أهم 5 علامات تستدل بها على أن «الرجل الصح في بيئة العمل الخطأ»، ولعل بعضكم لديه ما يضيف أو يرى، بواقع ما لدى كل واحد من قراء «اليوم» الأعزاء من خبرات ومن تجارب في بيئات عمل تختلف، وتتنوع فيها مشارب القمع وفنون التجاوزات وصنوف اللوبيّات.<br />@abdullahsayel