<br />تخيرتُ لنبضي مقاما وشكلا وألزمته به، وتخيرت لروحي زاوية لا تروقني ورغم ذلك اعتكفت فيها، تخيرت هيئة لاتستهويني ورغم ذلك بصمت نفسي بها، ولمحيطي تخيرت لون القتم ورغم أنه اقلقني كنت أجاريه، واعتبرت كل ذلك لبرهة من الزمن حياة رغم إنني أُستنزف! فهل أعتبر نفسي من الأحياء؟ سألتني، فاجئني سؤالها الذي ختمت به وصفا لحياتها، وتساءلت سرا»ما الذي استوقف مجرى أيامها لتتساءل»، فأجبتُها: أنت هل ترين نفسك منهم؟ صمتت وصدى الصمت رافق مجريات فكرها الباحث عن الإجابة، طال الصمت فأسعفتها و انتشلتها منه قائلة:<br />في كل مقادير الحياة وانفعالاتها تذكري «إن أحسنت أحسنت لنفسك» وعيشي حياتك بمضامينها، لاتفرضي على نفسك مذاقا وتتوحدين بلون لأن ذلك يُشخص مرضا، لاتقبلي أن تعيشي في غرفة إنعاش وتتنفسين من خلال ثقب فالكون واسع ولذلك خلقك الله برئتين، نعم أنت من الأحياء ولكنك قيدت نفسك بما لايشبهك ولا يروقك فأصبحتي على ضفاف الحياة تتنفسين، لم يرغمك أحد على هيئتك التي بصمت بها نفسك ولم يتخير لونك القاتم إلا أنت ولم يعكفك في تلك الزاوية سواك، لذا نعم أنت من الأحياء لكنك في حرية الحياة مقيدة.<br />من أعتى القيود في تقديري تقيد الإنسان نفسه بشيء يفرضه عليها بملء إرادته رغم عدم مناسبته لها، وذاك القيد له أشكال وقوالب بعضها ينال الفكر وبعضها يرهن المشاعر وبعضها يجبر الجسد على الإقامة في قالب يتآكله وبعضها يشمل كل ذلك، ورغم تعدد أنواعه له مفتاح واحد لديه القدرة على التشكل لفتح كل تلك القيود مهما تنوعت أو استعصت أغلالها، الكل يملكه إلا أن البعض لايعرف أين يجده،<br />هو موجود في تقديرك لقيمة الحياة التي تعيشها وفهمك بأن الحياة تعاش مرة لايُعاد يومها إن مضى ولا يُكرر، متى قدرت قيمة الحياة ستعثر على مفتاح قيود أنت صنعتها.<br />*مفتاح<br />قيود الشرع تهذب النفس وتحفظ كرامتها، وقيود الأعراف بعضها ينصف إنسانيتك وبعضها يأسرك، وقيود الذات كلما نظرت لنفسك بإجلال حين تفرضها ستعزك وستبنيك وستسندك.<br />@ALAmoudiSheika