<br />بتاريخ السادس من شهر نوفمبر ٢٠٢٤ تحدث وزير الخارجية السوداني الجديد من القاهرة وقال كلام كثير أبرز نقاطه الثلاث التالية النقطة الأولى تحدث الوزير على يوسف الشريف باسهاب حول الدور البارز الذي تقوم به الجامعة العربية ممثلة بأمنيتها العامة في مقاربة الاوضاع في السودان، وركز على التنسيق العالي والمهم للجامعة في هذا الميدان مع الدولة السودانية ويقصد مع الجيش.<br />وفي الحقيقة أن الجامعة العربية لم تعط الفرصة الكافية ، ولم يستمع إليها قادة الجيش في المقترحات التي وضعتها الجامعة منذ اندلاع الصراع بين الجيش وبين قوات الدعم السريع في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ ويتذكر كل مهتم بالشأن السوداني أن الجيش طلب من الجامعة العربية إدانة قوات الدعم السريع بشكل قاطع، واطلاق وصف ميليشيا عليها منذ اليوم الأول وهذا في رأينا ما جعل الجامعة مكتوفة الزيدي ولم تقدم حلول يمكن آن تنقذ الأوضاع هناك.<br />النقطة الثانية قال الوزير أن السودان لا يمر بما يسميه البعض بمرحلة مجاعة بقدر ماهي حال من حالات الأزمة الغذائية العابرة وأن من يرددون القول بوجود مجاعة هم فقط أنصار الدعم السريع وأن هدفهم من ذلك هو فتح باب التدخل الأممي في السودان بحجة حماية المدنيين الذي يتعرضون للأزمة الغذائية الحادة، وإمعاناً في شيطنة خصم الجيش اللدود والذي نبت من رحم الموسسة العسكرية ذاتها أي قوات الدعم السريع بأن كال لهم التهم بأنهم كقوات متمردة حسب وصف معاليه يقومون بأعمال ممنهجة باتلاف المحاصيل وبقتل المزارعين، وهذا أمر يفتقر للدليل، وأكثر من ذلك يخالف وبشكل قاطع في بعض الأحيان تقارير المنظمات الدولية المختصة، النقطة الثالثة التي تحدث فيها الوزير هي قوله أن الحاصل حالياً في السودان عملية تمرد على الدولة ، وأن الجيش قادر على إنهاء هذا التمرد خلال شهر، أو شهرين على الأكثر.<br />في مراجعة سريعة للسجل الشخصي للسفير يتضح لنا أن الرجل دبلوماسي مخضرم وكفاءة سودانية عالية التأهيل وهو أستاذ للقانون الدولي العام ومتمرس في العمل الدولي، الغريب أنه مع هذا التميز الوظيفي و الخبراتي انساق في النقطة الأخيرة لترديد مقولات لا تنفع السودان ولا تنفع السودانيين وبصراحة شديدة تصريحات الوزير الجديد وهو بالمناسبة ثاني وزير خارجية يعينه الجيش خلال العالم ٢٠٢٤ كانت صادمة لكثيرين حيث لم يك من المتوقع انحياز هذه القامة الدبلوماسية والاكاديمية لخيار الحرب بهذه الطريقة الحادة .<br />@salemalyami