<br />أبناؤنا استثمارنا الحقيقي، والاستثمار الأمثل لمجتمعنا.<br />ولذلك يجب أن نعتني ببيوتنا فهي المنطلق الأول لهؤلاء الأبناء، ويجب أن نعتني بمدارسنا فبين أسوارها تتشكل شخصياتهم.<br />اجعل بيتك واحة مطمئنة ووسيلة بناء، واحرص على اختيار مدرسة ابنك، والمدرس الذي يسهم معك في تربيته.<br />عندما نقرأ سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم نجد عناية واضحة بالمؤسسة التربوية والمنطلق الأول ولذلك اختار لصحابته دار أبي الأرقم، وكانت هذه الدار في أصل الصفا، بعيدة عن أعين أهل الظلام ومجالسهم، وقد اختارها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليجتمع فيها بالمسلمين سراً، فيتلو عليهم آيات الله ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة؛ وليؤدي المسلمون عبادتهم وأعمالهم، ويتلقوا ما أنزل الله على رسوله في جو صحي يسوده الأمن والسلام كما هي أجواء أي مؤسسة تربوية، وليدخل من يدخل في الإسلام ولا يعلم به عتاة المشركين من أصحاب السطوة والنقمة، ومما لم يكن يشك فيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو اجتمع بالمسلمين علنا لحاول المشركون بكل ما عندهم من القسوة والغلظة أن يحولوا بينه وبين ما يريد من تزكية نفوس صحابته وتعليمهم الكتاب والحكمة، وربما أفضى ذلك إلى مصادمة الفريقين، بل قد وقع ذلك فعلًا، فقد ذكر ابن إسحاق أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يجتمعون في الشعاب، فيصلون فيها سراً، فرآهم نفر من كفار قريش، فسبوهم وقاتلوهم، فضرب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه رجلًا فسال دمه، وكان أول دم أريق في الإسلام.<br />ومعلوم أن المصادمة لو تعددت وطالت لأفضت إلى تدمير المسلمين وإبادتهم، فكان من الحكمة السريةُ والاختفاء، فكان عامة الصحابة يُخْفُون إسلامهم وعبادتهم واجتماعهم، أما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان يجهر بالدعوة والعبادة بين ظهراني المشركين، لا يصرفه عن ذلك شيء، ولكن كان يجتمع مع المسلمين سرًا؛ نظرًا لصالحهم وصالح الإسلام.<br />اقتدوا بخير البشرية صلى الله عليه وآله وسلم فاعتنوا ببيوتكم! واعتنوا بمدارسكم! واعتنوا بمؤسساتكم التربوية!<br />فبها حفظ أبنائكم وتقدم مجتمعكم.<br />@shlash2020