<br />الملكة العربية السعودية وكعادتها لها دائماً الدور الريادي الأكبر والعظيم، شعاره وحدة الصف لكل المواقف الإنسانية في كل مكان خاصة مع الأشقاء الفلسطينيين، وقد كانت القمة العربية - الإسلامية في الرياض امتدادا لتلك الجهود المباركة.<br />مرضى يموتون، وجرحى لا يجدون العلاج أو الإسعافات، لأن الجيش الإسرائيلي اعتقل الأطباء وأخرج المستشفيات عن الخدمة بشمال غزة، بينما تقصف قوات الاحتلال فرق الدفاع المدني والطواقم الطبية، وتمنعهم من الوصول إلى المصابين وإجلاء الشهداء الذين تنتشر جثثهم في الشوارع والطرقات لا حول ولا قوة إلاّ بالله.<br />الحالة المؤلمة التي يعيشها الآلف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى، والغريب أن المجتمع الدولي صامت يتفرج فقط.<br />جاءت القمة المباركة في وقت امتدت فيه نيران الحرب في قطاع غزة إلى لبنان الشقيق، الأمر الذي يهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط برمته، كما أتت في وقت صعّدت فيه قوات الاحتلال حرب الإبادة والتهجير ودمرت كل مقومات الحياة البشرية والإنسانية كافة في شمال قطاع غزة، إلى جانب استخدام التجويع كسلاح في هذا العدوان.<br />ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة اليوم من عدوان سافر هو الأشد همجية وبشاعة والأكثر انتهاكا للقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية حيث تمارس قوات الاحتلال حرب الإبادة بدم بارد على مدار الساعة بأحدث الأسلحة ضد شعب أعزل في قطاع محاصر تحت من وابل الصواريخ، وقنابل الدبابات، والطائرات، والمدافع.<br />حصار خانق وقصف متواصل ومتعمد، يعيشون بلا إمدادات طعام أو ماء أو علاج ويتم استهداف كل من يحاول الخروج بحثا عن طعام أو ماء.<br />أزمة الجوع التي صنعتها إسرائيل في غزة، واقتربت من نقطة اللاّ عودة في ظل توقعات بحدوث وفيات بالعشرات يوميا في حالة وقوف المجتمع الدولي صامتاً.<br />العدوان الإسرائيلي المستمر منذ قرابة عام ليس إلا محصلة غياب إرادة صادقة، وتقاعس دولي لحل القضية الفلسطينية حلاً عادلا، وإصرار السلطات الإسرائيلية المحتلة على فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين والعالم، والمؤسف أيضاً أن عدوان إسرائيل الشرس وصل إلى لبنان والله سبحانه يمهل ولا يهمل «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».<br />هذه القمة امتداداً للقمة العربية - الإسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض في 11 نوفمبر 2023، استشعارا بأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موّحد، يُعبّر عن الإرادة العربية - الإسلامية المُشتركة بشأن ما تشهده فلسطين ولبنان من تطورات خطيرة تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي.<br />Aneesa_makki@hotmail.com<br />