<br />حين ننظر إلى الواقع الذي أصبح يحيط بنا اليوم، نجد أنفسنا في مواجهة مشكلة تزداد خطورتها مع مرور الوقت جيل يشهد ضعفاً متزايداً في الروابط الإنسانية وجيل تاه بين شاشات الأجهزة والتطبيقات وصار يبتعد شيئاً فشيئاً عن كل ما له علاقة بالواجبات الاجتماعية والتواصل البشري. أصبحت هذه المشكلة تؤثر في صميم المجتمع وخاصة في الترابط الإجتماعي.<br />حيث بات الأبناء يفضلون البقاء خلف الشاشات بدلًا من مرافقة ذويهم لزيارة قريب مريض أو تهنئة جار بمناسبة سعيدة أو حتى التحقق من أحوال غائب.<br />وهنا تظهر الحاجة الملحة لتحفيز الأبناء على المشاركة في الواجبات الاجتماعية بدءاً من الأب الذي يجب عليه أن يأخذ ابنه معه في زيارات العائلة وصلات الرحم ليتعلم الأبناء كيفية ومعنى التواصل العائلي ومد يد العون والشعور بالآخرين وكذلك الأم التي تستطيع بتوجيهها السليم أن تجعل من ابنتها إنسانة تقدر هذه الروابط وتعي قيمة الواجبات.<br />نعم لا تذهب لتأدية واجب اجتماعي بدون ولدك ولا تتركي ابنتك خلفك.<br />فبهذا الأسلوب نعيد تشكيل قيم جيل أصبح يرى في الأجهزة بديلاً عن التواصل ولا يدرك قيمة المروءات والعادات.<br />لكن هذه المشكلة لا تنحصر فقط في التأثير الذي أحدثته الأجهزة بل زادت عليها مشكلة ضعف معرفة الجيل الحالي بقيمة الواجبات وترابط المجتمعات وعندما يئس الآباء والأمهات من مجيء أبنائهم معهم أصبحوا يتوجهون وحدهم في أغلب الأحيان، وهكذا نشأ لدينا أفراد من جيل يفتقد أحياناً إلى العاطفة بارد التواصل ضعيف في صلة الرحم متخاذل في كل ما يتطلب من مروءات ومواقف.<br />هذا الضعف في التواصل والروابط يفتح لنا نافذة كبيرة من القلق والخوف على مستقبل بعض أفراد المجتمع .<br />فلا يمكن لجيل منفصل عن واقعه ومجتمعه أن ينشئ مجتمعاً قوياً متماسكاً.<br />إن مسؤوليتنا اليوم تتمثل في إعادة توجيه البوصلة في جعل القيم والمبادئ تحيا من جديد داخل الأسرة.<br />دعونا نعود إلى جذور التلاحم والتواصل ونعيد إلى أبنائنا قيمة اللقاءات الحقيقية والواجبات التي تزيد في الترابط الاجتماعي.<br />في الختام، نسأل الله الحي القيوم برحمته، أن يصلح لنا شأننا كله وأن يصلح ذرياتنا وينبتهم نباتاً حسناً ويزكيهم فهو خير من زكاهم ويهديهم ويؤتيهم تقواهم.