<br />حينما يمنح للإنسان السلطة؛ يفترض ان يستغل هذه النعمة لكي يصنع الفرق ويطور المنظومة ويحقق المستهدفات التي ترتقي بمحيطه وزملائه ، وذلك عبر العديد من المسارات والمهارات التي يتمتع بها ويمكن توظيفها بحسب الاختصاص والموقع الذي يدير فيه زمام الأمور، وبالمقابل فإن الإنسان قد يستغل هذا المنصب أو هذه السلطة في سبيل التحكم بالآخرين بدلًا من استخدامها لخدمتهم، ومساندتهم في الأوقات الصعبة، وذلك مع الأسف أمر نلاحظه في بعض الشخصيات التي يتم منحهم مناصب قيادية .<br />القائد ليس بمتسلط، بل هو الشخصية التي تتمتع بسمات تجعله قادرًا على توجيه الأفراد نحو تحقيق أهدافهم، هو الشخصية التي تحرص على تقديم يد العون للعاملين، وإعطائهم كل ما يحتاجونه من أجل إنجاز مهامهم، فهو بمثابة الأذن الصاغية التي تخلق المساحة الآمنة للتعبير عن وجهات النظر، وهو من يمنحهم الفرصة للتطوير من مهاراتهم، وصقل شخصياتهم، ولكن رغم ذلك نرى شخصيات قيادية تتمتع بصفات سلبية، تجعلهم عاجزين عن إدارة المهام بشكل فعال، وذلك بسبب تركيزهم على التسلط، وليس على إنجاز المهام، فيجب على القائد الرفع من معنويات العاملين، ولا يقوم بسحقهم، والتقليل من شأنهم في حالة لم ينجزوا العمل بالشكل المطلوب، فيتطلب من القائد معرفة جذور المشاكل الذي يعاني منها العاملين، وذلك من خلال التواصل الفعال، وليس من خلال القمع، وتجاهل مشاكلهم، بل وجب على القائد طرح الحلول المناسبة بهدف حل مشاكل العاملين، والتحسين من أداءهم، والرفع من إنتاجيتهم.<br />هناك فرق شاسع بين القيادة والتسلط، ومع هذا الفرق يأتي تباين شاسع بين توظيف عناصرهما وطبيعة التأثير الذي ينتقل إلى المحيط المعني بهما ، ولذلك يجب علينا أن نميز بينهم بدقة ، وفي حالة كنت تمتلك منصب قيادي؛ كن حريصًا على زملائك والعاملين معك ، ولا تجعل هذا المنصب يصنع منك شخصًا مغرورًا، يركز على التسلط، وفرض شخصيته، بهدف الشعور بالقوة، والعظمة ليس أكثر.<br /><br /><br />@ X2_Wren_4X