أفراح بيروت.. لبنان يتحرر

في يوم 9 يناير 2025، كان اللبنانيون من أسعد الناس، بانتخاب رئيس لبلادهم، لأول مرة منذ أربعين عاماً، بلا ضغوط من المخابرات السورية او ضغوط سلاح الميليشيات. وعدت أغلبية اللبنانيين هذا انجازاً تاريخياً وفتحاً جديداً واستعادة للكرامة الوطنية. وزاد اللبنانيين سعادة خطاب القسم الذي تعهد فيه الرئيس المنتخب جوزف عون، بتحرير الدولة المخطوفة، وتصحيح المسارات الأمنية والسياسية والقضائية والاقتصادية واستعادة سيادة الدولة، وهزيمة الدويلات والقوى المتغولة بالسلاح التي جثمت على انفاس اللبنانيين سنين، مما تعدون، ثقالا. ونشرت الفرقة والفقر والأزمات، وعزلت لبنان عن محيطة العربي، وارجعته إلى الوراء عقوداً، وازدهرت في عهدها ثقافة الخطاب الشوارعي للمتحزبين، فيما يعرف بـ«ثقافة الصرماية» التي أصبحت نغمة يومية للدهماء في شوارع لبنان، في أول بلد عربي ينهض بالتعليم والتنوير والصحافة والحريات. وجرى تدمير الاقتصاد اللبناني ونشوء اقتصادات ظل تلتهم ثروات لبنان في الأنفاق وفي الظلام الدامس، وتصاعد البطالة، حتى أصبح من الطبيعي أن يهاجر اللبناني بحثاً عن وظيفة، وتشكلت ظاهرة هجرة العقول اللبنانية المبدعة إلى الخارج لتساهم في بناء اقتصادات أجنبية فيما يحرم لبنان من عقول مواطنيه. وطوال أربعة عقود، كان اللبنانيون، وهم أكثر العرب تسييساً وتأثراً، يقاومون نفسياً وفكرياً، للتحرر من الاغلال، وصفاقة الميليشيات وابتزاز السلاح المتغطرس. ويوم انتخاب الرئيس جوزيف عون، كان يوم فرح للمستقلين والسياديين وأنصار الدولة في لبنان، ويوم حزن وكآبة لأنصار الميليشيا واتباعها والمنتفعين منها، ويوم أكثر حزناً لمصنعي المخدرات ومصدري الكبتاغون. والفخر للسعودية وقيادتها أن تساهم، بوساطتها بين الفرقاء اللبنانيين، في تحقيق توافق لانتخاب رئيس للبنان، يدعم استعادة الدولة اللبنانية وتنشيط أجهزتها الوطنية غير المتحيزة التي تخدم كل لبناني، من كل طائفة وفي كل مدينة. ليبدأ لبنان، بإذن الله، مستقبلا مشرقاً، ونهوضاً سيادياً واقتصادياً ينشط الميز النوعية في الاقتصاد اللبناني لينتج ملايين الوظائف، في كل المجالات تقريباً، وتعود العقول والأموال المهاجرة لتنشط في وطنها «النظيف» الجديد. *وتر تستيقظ بيروت.. مبكراً لتتلوا أناشيدها الخالدة ويستعيد لبنان، درة المتوسط، ألقه ويغني الزيزفون، للشمس البهية، <a href="https://x.com/malanzi3" target="_blank">@malanzi3</a>