<br />عندما كنا صغاراً ندرس في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، نتذكر الكثير من زملائنا الذين يمتلكون مواهب ممتازه في الخط والتمثيل والتقليد والابتكار وحتى التصنيع البسيط وكذلك عمل المجسمات بطريقة إبداعية تبهرنا وتنال استحسان المعلمين، تلك المواهب انتهت ولم يعد لها وجود مع زحمة الدراسة وارتباط المنزل وما تلا ذلك من ضغوطات الحياة، أستطيع القول أن أغلب هذه المواهب سلكوا طريق آخر ولم يعد يتذكروا تلك الإبداعات التي كانوا يسطرونها في مراحلهم العمرية المتقدمة، ولكن لماذا؟<br />لأن المدرسة لا تركز أثناء الدراسة على تلك المواهب، أنا لا ألوم المدرسة لأن العملية التعليمية أهم ولها الأولوية بالطبع، وهم لم يقصروا في هذا الأمر بتاتاً، ولكن خلال الدراسة يوجد العديد من الطلبة والطالبات المبدعين في شتي المجالات المختلفة بدءً من المرحلة الابتدائية، هذه المواهب تحتاج التحفيز والتشجيع لتتطور وتنمو مثل الشجرة وتحقق الإنجازات التي تفيد نفسها وبلدها وربما يصل أحدهم إلى العالمية ويرفع أسم بلده عالياً في أي مجال، أتذكر في المرحلة الابتدائية كان يتواجد بيننا طالب متميز في الخط العربي لدرجة الإبهار، وكان الجميع يتحدث عنه، وبعد فترة قليلة افتتح محل خطاط وأصبح من أشهر الخطاطين في الرياض برغم صغر سنه، هذا الطالب بالتأكيد وجد من يشجعه ليصل إلى هذه المرحله المتقدمة، ولكن غيره الكثير في المجالات المختلفة لم يجدوا من يشجعهم على الاستمرار وبالتالي انطفئت تلك المواهب ولم يعد لها ذكر.<br />عندما يبدع أحد الطلبة في موهبة معينة ولا يجد أحد يتحدث عنه أو يشير لتلك المزايا التي يتمتع بها فإنه سيشعر أن ما يقوم به عمل عادي مما يجعله يتوقف عن تطوير نفسه ورفع قدراته لتنتهي مع مرور الوقت وتختفي مع تقادم الزمن، تلك المواهب تحتاج العناية والرعاية من الصغر لتحقق التميز والنجاح مع الوقت. أتمنى تجهيز أو تدريب معلم ومعلمة في المدارس يتولى مهمة اكتشاف المواهب في جميع المجالات «رسم، خط، تمثيل، تقليد، رياضة، نحت، قراءة»، وغيرها من مواهب ليتم تطويرها وتشجيعها لتصبح علامات سعودية بارزة مستقبلاً.<br />أتذكر ابن أختي عندما كان في المرحلة الابتدائية يمتلك خطاً جميلاً جداً ولكن تلك الموهبة انتهت ولم يعد لها ذكر. دور الأسرة مطلوب أيضاً ولكن المدرسة هي حضن الإبداع والتميز الحقيقي.<br />@almarshad_1<br />