<br />يوافق يوم الجمعة القادم «24 يناير»، «اليوم الدولي للتعليم». ومن المؤكد أن نهضة أي أمة أو حضارة يعتمد على التعليم بشكل مباشر وأساسي. فكلما زاد عدد المتعلمين والمتخصصين سواء من الجامعات أو الأكاديميات أو المعاهد سيتقدم المجتمع على أسس علمية وفكرية. بالإضافة إلى أهمية وجود استراتيجيات طويلة المدى. وبناء على ذلك، نجد أن من ضمن محاور رؤية 2030 «اقتصاد مزدهر»: «الاستثمار في التعليم استعدادًا لوظائف المستقبل، لتوفير مستقبلٍ زاخر للجميع على أرض المملكة».<br />لقد جاء الشعار لليوم العالمي لهذه السنة «2025م» وبحسب هيئة الأمم: «الذكاء الاصطناعي والتعليم: فاعلية الإرادة البشرية في عالم آلي». إن استخدام الذكاء الصناعي في التعليم سيكون مسألة جذب وشد إلى أن تُسن قوانين تحمي المجتمعات من سلبياته المستقبلية الجامحة، وغير المتوقعة! لأن الإيجابيات اليوم قد بدأت واضحة في مساعدة الكثير من المختصين والمهنيين في تطوير وتحسين أعمالهم في مجالات شتى. وهو في مجال التعليم سيكون عونا للطلاب والطالبات، ولكن دون أن يأخذ دور الطالب كاملا! فقد سمعت قبل فترة، أن أحد الجامعات اتجهت إلى جعل الطلاب يستخدمون الورقة والقلم في التقرير والبحوث، وكذلك في أداءهم للاختبارات، للحد من استخدام الذكاء الاصطناعي.<br />على وجه العموم، إن أي تقنية جديدة دائما تثير الكثير من الجدل عند بداية استخدامها، فها نحن اليوم نعيش آثار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المتعددة، والتي قد بدأنا في سنن قوانين وأنظمة للحد من سوء الاستخدام، ولتقليل أثارها السلبية. صحيح أن الذكاء الاصطناعي هو أشد تأثيرا ووطأة مما سبقه من التقنيات، والذي يتوقع البعض أن يتقدم على ذكاء الإنسان مستقبلا! ولذلك علينا سن القوانين والتشريعات الدولية قبل فوات الأوان. وقد أكدت هيئة الأمم على أهمية اتخاذ التدابير اللازمة في هذا الشأن، حتى لا يخرج الأمر عن السيطرة، وتتفاقم المعضلة حيث لا رجعة. فقد ذكرت في هذا السياق: «مع تزايد تعقيد الأنظمة التي تعتمد على الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي، غالبًا ما تتلاشى الحدود بين النية البشرية والعمل الذي تقوده الآلة، مما يثير أسئلة بالغة الأهمية بشأن كيفية صون الفاعلية الإنسانية، وإعادة تعريفها، ورفعها بشكل مثالي في عصر التسارع التقني».<br />وعودا على محور المقال وهو التعليم، لا بد أن نعلم أن التعليم الذي نحظى به هو نعمة ثمينة ولا تتوفر للملايين من البشر. فبحسب هيئة الأمم وبالأرقام المعلنة فهناك: «ما يقرب من 244 مليون طفل ومراهق في العالم لا تتاح لهم الفرصة للدراسة أو حتى إكمالها، و617 مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة أو إجراء العمليات الحسابية الأساسية».<br />والواقع أن التعليم في الوقت الحالي، لم يعد أمرا ثانويا، بل هو مسألة ضرورية وهامة للعيش في إطار المجتمع العصري والمتطور، حيث طغى استخدام التقنية على كل المعاملات والإجراءات. ومن هنا صار شبه لزاما أن يحظى المرء بأقل مستوى للتعليم حتى يواكب العصر الذي يعيش فيه. فالتقنية قد غزت ودخلت كل بيت وبقعة من العالم.<br />وعند الحديث عن التعليم، لا بد من طرح الموضوع الذي يشغل بال الكثيرين من أولياء الأمور والطلاب على حد سواء ألا وهو، هل نظام الثلاثة فصول الدراسية أفضل من نظام الفصلين؟ ويبدو أن الجواب على هذا السؤال لم يحسم بعد، ولكن حين نرى أن بعضا من الجامعات قد عادت إلى نظام الفصلين الدراسيين، فذلك يعطينا إشارة أن الأمل ما زال موجودا في النظر مرة أخرى في الإيجابيات والسلبيات لنظام الثلاثة فصول المستحدث.<br />@abdullaghannam<br /><br />