<br />ما هي آخر مغامرة قمت بها مؤخرًا؟<br />هل تتوق لخوض تجارب جريئة مثل تسلق جبال إيفرست التي تتطلب شجاعة استثنائية لمواجهة البرد القارس والتضاريس الوعرة؟ أو القفز بالحبال من على جسر شاهق، لتقفز نحو المجهول، بحبل يربطك بين الحياة والموت؟ أو ربما الغوص في أعماق المحيط بين أسماك القرش، تجربة تجبرك على مواجهة الموت وجهاً لوجه؟ أو ربما القفز المظلي الحر الذي يُعتبر واحدًا من أكثر المغامرات جرأة حيث يواجه القافزون الرياح بسرعة مائتي كيلومتر في الساعة من على ارتفاع أربعة آلاف متر، معبرين السماء بسرعة مذهلة، في تلك اللحظات، يتسارع إفراز هرمون الدوبامين في الدماغ، مما يضاعف شعورك بالتحفيز والإثارة.<br />هل قلت دوبامين؟<br />يمكننا أن نطلق على الدوبامين لقب «سفير السعادة المؤقت»، إذ يجعلنا نطارد فكرة ما طوال اليوم، وما أن نجد تلك الفكرة، حتى يصبح الدوبامين كالسمسار الذي يبرم صفقته بين خلايا الدماغ.<br />لكن الدوبامين ليس فقط سفير السعادة، بل هو أيضًا رفيق المبدعين؛ لأنه يعشق الإثارة والمغامرة. يجعل عقلك يقفز بين الأفكار وكأنك في لعبة «قفز الحواجز»، يتنقل بين المفاهيم والاحتمالات، مما يحفز إبداعك ويساعدك على التفكير خارج الصندوق.<br />هل صحيح أن كلما ارتفع مستوى الدوبامين لديك، زادت احتمالية أن تصبح أفكارك أكثر إبداعًا؟<br />نعم، الدوبامين هو كلمة السر التي تجعلنا نشعر بأننا في قمة النجاح وهو العامل الذي يضيف المتعة إلى كوب قهوتك الصباحي أو يجعل مشاهدة جزء جديد من مسلسلك المفضل لحظة لا تُنسى، لكنه لا يبقى هادئًا إذا وجدك في دائرة الراحة بل يفضل المغامرات التي تملأ حياتنا بالدهشة، ويحفزنا على التفكير في إمكانيات لا نجرؤ عادة على التفكير فيها.<br />وأخيرًا، إذا أردت أن تزيد من مستوى الدوبامين في حياتك، لا بد أن تخرج عن المألوف. جرب شيئًا جديدًا أو تحدّ نفسك في أمور لم تكن تجرؤ عليها من قبل، اغمر حياتك بالضحك، بالإبداع، وبكل ما يمكنه أن يحفز عقلك ويمنحك شعورًا بالإنجاز. تذكر أن الدوبامين لا ينتظر أولئك الذين يسيرون في الروتين، بل أولئك الذين يجرؤون على تحطيمه ..<br />فهل أنت مستعد لإحداث التحول الذي لطالما حلمت به حتى لو كان في ذلك القفز إلى المجهول؟<br />@raedaahmedrr