<br />من أكثر القناعات الراسخة لدي أن الإنسان عبارة عن خليط من الإحساس والشعور يكونان عاملا مهما في تحديد شخصيته وأفعاله.<br />كلنا نحب لين الجانب ورد الشعور بالمقابل، ولكن هناك أناس ليسوا كما نتصور، قد ترسل رسالة لصديق أو قريب أو زميل تطمئن بها على حاله فيبادلك بكلام أجمل وألطف وأكثر امتنان وهنا لا مشكلة، وقد يكون رده مقتضبا جدا فتجد في نفسك نوعا من اليأس لجفاف الرد أو على الأقل ليس كما كنت تتمنى.<br />هناك من يحس بك ويسألك عن ما يسوءك أو يعكر خاطرك إن رأى منك تغيرا على غير عادتك، وهناك أناس لو اعتصر قلبك لا يكترثون بما يجيري لك، قد يكون هؤلاء من أقرب الناس لك بل حتى من عائلتك أو أهلك وهنا يزيد الألم أكثر و أكثر إن كان الأقربون لا يحسون بك، إذا ما الحل ؟ شخصيا أنا ضد بل وألف ضد لتغيير سلوكياتي التي أراها صحيحة وتناسب شخصيتي فقط لأن الآخرين لا يستجيبون معها، فمثلا لم أعد أسأل عن أحد لأن الأغلب لا يبادلونني السؤال فأكون تأثرت بمواقفهم تجاهي وسحبوك لنفس النفق المظلم، فلو اتبعنا كلنا هذا الموقف لأصبحت الحياة بلا أحاسيس تماما وكم ستكون موحشة، قناعتي أنني في علاقتي مع الآخرين أكون مسؤولا عن ما يخصني وما أراه صحيحا دون أن ألتفت لردة فعله، قد أتوقف عن السؤال عنه هو لأنه لا يحس أو قد لا يحب وهذا من حقه، لكني لن أتوقف مع الجميع بسبب حالة أو حالتين أو حتى عشر فلا والف لا لأن الحياة جميلة وبها أناس أجمل، إذا ما الذي يجب أن أفعله ؟ ماذا إن كان أحد قريب لي من أصحاب المشاعر الجدارية الصلبة التي لا تحس ولا تلين ؟ سأهدم تلك الجدران ولكن كيف ؟ لن أقطع علاقتي بهم لأن الخطا سيصبح خطأين ولكني لن أتأمل منهم ردا ولن أحرق صفحات الإنتظار كل مرة بل سأفعل ما أحس به دون الانتظار لردة الفعل التي أعلم أنها لن تتحرك منهم، تهنئ صديقا بكلمات من أعماق قلبك فيرد عليك «تسلم» أو «شكرا» وهكذا. في النهاية أقول إفعل ما تمليه عليك مداركك وشخصيتك وإحساسك ولا تنتظر من الجدران أن تتكلم.<br />@majid_alsuhaimi