<br />بتعبير أكثر دقة، نجد أن الدولة الريعية اختيار سياسي أكثر من كونه اقتصاديا، فقد تبدأ الدولة الريعية في التشكل من دون قصد أوتخطيط، وتحت وطأة التدفق غير المتوقع للريع وعدم اكتراث لمخاطر الاعتماد المفرط عليه، والدولة الريعية هي مصطلح في العلوم السياسية والعلاقات الدولية يشير إلى الدولة، التي تستمد كل أو جزء كبير من إيراداتها الوطنية عن طريق تأجير الموارد المحلية لعملاء خارجيين. واستخدم مصطلح الدولة الريعية منذ القرن العشرين للإشارة إلى الدول الغنية بالموارد الطبيعية مثل النفط والغاز، ولكنه يمكن أن يشمل دولاغنية بالأدوات المالية مثل العملة الاحتياطية، والدول التي تعتمد على الموارد. الإستراتيجية، مثل القواعد العسكرية. ووفقا للقراءات التي تناولت الدولة الريعية، فإن الدولة تصاب بما يطلق عليه «لعنة الموارد»، خاصة الدول المنتجة للنفط، فتساهم إيرادات النفط في تحقيق طفرة من النمو لدى هذه الدول، من دون أن تصاحبها تنمية اقتصادية واجتماعية حقيقية ودون إصلاحات مؤسسية ومن ثم يكون اقتصادها معتمدا كليا على سعر النفط وحينها تقتضي عدم مساهمة المواطن في إنتاج الموارد.<br />ما حدث في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة الماضية ينسف نظرية الدولة الريعية، وذلك في فهم تغير المجتمعات وتنميتها، فيظل وجود قيادة مستنيرة استطاعت أن تأخذ المجتمع إلى تحولات ضخمة ومزدهرة بتدرج شمله التطور المستقر، ودولة تسعى لتحقيق رؤيتها ومحاربة الفساد المالي والإداري بجميع أشكاله، الذي يعتبر من آفات الدول الريعية، وكذلك سعت المملكة وقيادتها الحكيمة لتشجيع القطاع الخاص وأداء دوره في التنمية وخصخصة بعض القطاعات، وتمويل خطط تركز على السياحة والاستثمار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وإتاحة فرص لرواد الأعمال ودعم بيئة الأعمال، وتحويل هذا الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد أكثر إنتاجية وتنوع.<br />@HindAlahmed<br />ما حدث في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة الماضية ينسف نظرية الدولة الريعية