<br />اليوم نجد بعض الشباب يهتم بأصدقائه أكثر من اهتمامه بأخته، فأكثر وقته مع الأصدقاء بينما لو طلبت منه أخته طلباً صغيراً تثاقله واستصعبه.<br />وعند المتزوجين المشكلة أكثر وضوحاً، فالأخ المتزوج يرى أنه مسؤول عن زوجته وعائلته وبالتالي يقل اهتمامه بأخته، مع أنه يستطيع الموازنة.<br />عندما نقرأ سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، نجد اهتماماً بالأخت ونجد أن الأخت كانت سبباً في إسلام أحد كبار الصحابة رضوان الله عليهم، وهو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.<br />ففي السنة السادسة من النبوة وبعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة رضي الله عنه، توشح عمر سيفه وخرج يريد قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلقيه نعيم بن عبد الله العدوي، وقال: أين تعمد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمدًا.<br />قال: كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمداً؟<br />فقال له عمر: ما أراك إلا قد صبوت، وتركت دينك الذي كنت عليه.<br />قال: أفلا أدلك على العجب يا عمر! إن أختك وخَتَنَكَ قد صبوا، وتركا دينك الذي أنت عليه.<br />فمشى عمر إلى بيتهما حتى أتاهما، وعندهما خباب بن الأرت، معه صحيفة فيها سورة طه، يقرئهما إياها فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت، وسترت فاطمة ـ أخت عمر ـ الصحيفة، فلما دخل عليهما عمر قال: ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم؟... فلعلكما قد صبوتما.<br />فقال له ختنه: يا عمر، أرأيت إن كان الحق في غير دينك؟<br />فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديداً، فجاءت أخته فرفعته عن زوجها، فنفحها نفحة بيده، فدمى وجهها فقالت وهي غضبى: يا عمر، إن كان الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله.<br />فلما رأى عمر الدم على وجه أخته ندم واستحيا، وقال: أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرؤه، فقالت: إنك رجس، ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل، فقام فاغتسل، ثم أخذ الكتاب، فقرأ: «بسم الله الرحمن الرحيم»<br />فقال : أسماء طيبة طاهرة.<br />ثم قرأ «طه» حتى انتهى إلى قوله « إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري»، فقال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه؟ دلوني على محمد.<br />فكانت الأخت بحب أخيها لها وثباتها أحد أسباب إسلام أخيها، ولذلك لا تبتعد عن أختك كي لا تخسر.<br />@shlash2020