<br />سنوات تطوف وتطوف تحمل معها أجمل الأيام وأسعد اللحظات وتزرع بدلا منها الألم والشقاء في درب طويل مليء بالأشواك يأتي العذاب ويرحل الفرح هكذا هي حياه الإنسان يعيش مرة في سعادة وأخرى في تعاسة، فيوم لك ويوم عليك ومع مرور الزمن نجد أن الإنسان يتبدل في كل يوم وليلة ويتغير قد يكون إلى الأفضل وقد يكون إلى الأسوأ.<br />ولكن هل يستطيع أحدا منا أن يبقى كما هو لا يغيره زمن ولا يؤثر فيه أي متغيرات يحدثها الزمن أعتقد أن ذلك غير متوقع، فمن سنة الحياة التغيير والتبديل، فكل شي لا يبقى على ما هو عليه فالطفل يتحول وينمو إلى أن يصبح شابا والشاب يكبر إلى أن يصبح رجلا وهكذا نجد أنه من طبيعة الحياة التغير والتطور ولكن هناك شيء آخر، هل يا ترى عواطف الإنسان وطباعه يستطيع الزمن أيضا أن يغير منها ما يشاء أم أنها ملك للإنسان ولا تتغير أبدا بل تبقى كما هي إلى أن يموت الإنسان لتمت معه أيضا دون تغيير أعتقد أيضا أن ذلك محال لأن هناك في الحياة ما يستوجب على الإنسان أن يغير من طباعه وصفاته وذلك حسب الظروف المحيطة به والتي قد تجبره على أن يتنازل عن البعض من صفاته وتصرفاته لكي يستطيع أن يعيش في هذه الحياة بأمان كبقية البشر وهؤلاء الناس هم السعداء فعلا في هذه الحياة يتعاملون مع الحياة بشيء من المرونة ويسايرون متغيرات الحياة بأسلوب جيد ودقيق يحفظ لهم مكانتهم واحترامهم دون الشعور بما يفقدون مقابل الوصول إلى حاله الرضا التامة التي يعيشونها.<br />هذا النوع هو الذي فعلا يستحق أن يعيش عكس البعض من هم يتعاملون مع الحياة بكل جدية وبكل صلابة دون محاولة تفهم نظريه الحياة والخضوع لقوانينها وأحكامها بعض الشيء، فالشجرة عندما تقف في وجه الريح قد تنكسر وتموت ولكنها لتلافي ذلك تنحني وتميل مع اتجاه الريح وكل ذلك لكي تستطيع أن تعيش الحياة أما الصمود والتعنت قد يجعلنا نخسر ما هو أهم وأغلى مما لدينا فالحياة سهلة ويمكن مسايرتها إذا نحن فهمنا كل قوانينها ومتغيراتها وشروطها واستطعنا تنفيذ ما هو مطلوب منا تجاهها لكي نحظى بالسعادة التي ننشدها ونفتش عنها، فالحياة لا تعتبر لغزا محيرا كما هو في نظر البعض ولكنها تحتاج الى من يفهمها لكي تفهمه وتحتاج لمن يسمعها لتسمعه وتحتاج لمن يبتسم لها لتسعده هكذا وبكل وضوح نجد أن الحياة حلوة مهما عانينا فيها من متاعب وآلام.<br />وقفة:<br />دنياك يا صاحبي لا تنخدع فيها<br />لو زانت الأيام يجرحك تاليها<br />saud331@hotmail.com<br /><br />