<br />عندما نتحدث عن شيخوخة الأرواح فنحن نعني انطفاء الروح ولم يتقدم في العمر لا زال في عمر الزهور لكن هناك انطفاء ويأس وانكسارات مر بها، موت الأحلام جعلت روحة في عمر الشيخوخة..!!<br />فشيخوخة الروح تطال أولئك الذين هجروا أحلامهم مبكّراً، سواء أكان بسبب الخوف من المجتمع أو الأهل أو خوفاً من الفشل وغيرها، أو بسبب إثقال الروح بالهموم والأفكار سلبية، وعندما نتركها ترضخ للألم واليأس دون محاولة للتشبث بالأمل..!!<br />في مرحلة ما من العمر نحتاج استراحة ونكتفي بهذا القدر من المعاناة والمشاحنات والمهاترات نكتفي من الشجار والعتاب والخلاف، نكتفي بما مر من العمر في صراع مع أشخاص وعلاقات سرقة أجمل لحظات الحياة دون أن نشعر، نعم لقد استنفذنا طاقات من الغضب والتحسر والإصرار على حباً فاشل، ومشاعر ضاعت هباءً، وصداقة هشة أفقدتنا راحتنا النفسية وسلبت منا الأمان..!!<br />ما أجمل شعور التخطي تخطي المواقف و الانكسارات، تخطي كراهية أو مشاعر مستنزفة، تخطي لحظات أطفأت فينا ضوء أرواحنا، احرصوا على ما تبقي منكم من طاقة ومن شغف على ما تبقي لكم من سلاماً نفسي وإياكم وشيخوخة الأرواح إنها موت الفجاءة وانتم ما زلتم على قيد الحياة..!!<br />تشيخ الروح عندما يشعر الشخص أنه لم يعد منه جدوى في الحياة وعندما يفتقد البسمة في حياته وعندما تمتلئ النفس بكل ما يؤلمها..!!<br />نحن نستيقظ يومياً وعندما ننظر في المرآة تتغير الملامح في فترات العمر علينا أيضا أن نغير في أفكارنا ومواقفنا في الحياة وتحدياتها، حارب لأجل البقاء بكل ايجابية وحقق ما يمكنه إن تحققه فالحياة محطات من العمر تمضي لا تجعله في دائرة الضياع و اليأس..!!<br />وقد تشيخ الروح عندما تتحمَّل وتكابر، وتصبر وتنتظر، وتحترق من الداخل أحيانًا كثيرة، من شدة الظروف المحيطة بها، إلى أن تشيخ وتذبل..!!<br />فقد يصادِفُك كثيرٌ من الناس صغار العمر كبار الروح، مغمورين بوحل الألم، منهارين من الداخل، وأرواحهم منهكة؛ لأنهم لم يُكيِّفوا أنفسهم على الخروج من الواقع السيئ بطرق بنَّاءة، وأيضًا قد يُصادِفك أناسٌ كبار العمر صغار الروح، وتجدهم مفعمين بالأمل والتفاؤل والازدهار، والسبب أنهم كيَّفوا أنفسهم لتحمُّل أعباء الحياة بالرضا بالواقع طيِّبًا كان أم سيئًا..!!<br />شمعة مضيئة:<br />هناك تساؤلات كثيرة؟! ومن أهمها هل أن الروح تشيخ وتكبر قبل أن يشيخ الجسد..؟ ولا أعلم إن كان الإنسان في منتصف عمره يفقد شغفه، أو يصبو نحو سلامه.. هل هذا استسلام ورفع للراية البيضاء أم رغبة من الإنسان في أن يتكور على ذاته من جديد؟<br />أعطى كل مرحلة من عمرك دوره أن يعيش جميع التجارب ليستفيد منه في المرحلة المقبلة وينضج أكثر ويجعل روحة مليئة بالايجابية ، لا تستسلم وتيأس أبداً وتنطفئ.<br />وفي النهاية أقول إياكم وشيخوخة الأرواح وعيش ما تبقي من حياتك بكل ما فيها فنحن أمة العِلم والقَلم، ومِن كل ألم نصنع منه الأملَ، ونقف في وجه كل الظروف القاسية بروح متجدِّدة وشابة، مهما تغيرت الأطوار، وشاخت الأعمار، وطال الانتظار، وزادت الأخطار ..»<br /><br />«من محطة شيخوخة الأرواح أُحدثكم..»<br />قلمــي<br />@Sa_Alaseri