<br />ترك المكان أثره في أعمال عدد من فناني المملكة بين من رسمه مباشرا وبين من أحاله إلى صيغة فنية ضمن توجه فني بعينه، أو من سعى إلى استلهامه وفق تحقيق الأسلوب الخاص ولعلنا في الأعمال التي تحاكي أو تباشر نجد عددا غير قليل تنوعت صيغهم وإمكاناتهم الفنية وأساليبهم.<br />الجيل الأول أو الثاني عاشا حقبة زمنية أسبق عندما كانت المباني والمظاهر الاجتماعية والتقاليد سائدة في المجتمع وفي كل المدن السعودية، كان التوثيق أكثر وضوحا وكانت العفوية أكثر من تحقيق أو تأثير تيار أو أسلوب فني معين، ومع آخرين سنلحظ استعادة الصورة أو المشهد من ذاكرة تتصور الفكرة وربما تركبها وفق فهم أو وجهة نظر الرسام ومع فئة أخرى نجد أن هناك مرجعية مباشرة يتم البناء عليها وهي الكاميرا وقد عرفت المملكة خلال عقود سابقة الكاميرا من خلال الأجانب الذين كانوا يعملون في شركة البترول أرامكو السعودية أو في مواقع أخرى من المملكة وقد وثق بعض الرحالة وزوار البلاد صورا للكثير من المشاهد الاجتماعية خاصة الأسواق وحياة الصحراء والأبنية التقليدية من بيوت أو قلاع وأسوار وغيرها فكانت هذه الصور والمشاهد مبعث إغراء لبعض الفنانين للرسم من خلالها أو الاستفادة منها بشكل نسبي وقد رسم بعض الفنانين على طبيعتهم التعبيرية التي غلب فيها أحيانا الفطرية والتلقائية، بينما سعى البعض الآخر إلى تجويد عمله الفني والاهتمام بتفاصيله لكننا أيضا سنجد قدرات مختلفة بين من يجيد ويحسن النقل وبين من يكتفي بالهيئة العامة لصورة مثيرة وجذابة من هنا كان لكل فنان حريته في تناول موضوعه والتعبير بالقدر الذي يوصل فكرته ومشهده، كما وقع البعض الآخر في معطيات الصورة الضوئية التي تختلف عن التعبير فجاءت الأعمال نسخا من لقطات ضوئية في مسحتها ونتيجتها اللونية خاصة الصور المتأخرة.<br />ومع ذلك كان العمل ينقل من الصورة أو يرسم بطريقة التكبير وقد استفاد بعض الرسامين من أجهزة البروجكتور لتكبير الصورة ونقلها. كان الغرض من كل ذلك هو حفظ اللقطة من خلال عمل فني مرسوم وملون بالألوان الزيتية أو المائية أو لفت أنظار المشاهدين خاصة من تربطهم بمثل تلك المشاهد والصور علاقة أو ذاكرة، لكن هذا التوجه خضع إلى تحولات عندما ظهرت الواقعية السحرية والاهتمام بكثير من التفاصيل التي ضاهت الواقع أو بالغت في إظهاره.<br />aalsoliman@hotmail.com<br />