<br />كان العالم على موعد مع اختبار المواقف تجاه بلد ثابت في موقفه منذ عهد الموحد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته.. فكان بيان وزارة الخارجية وافياً يعيد للأذهان ذلك الموقف الثابت الذي يجعل القضية الفلسطينة في مقدمة اهتمام المملكة، بل هي القضية الأولى التي بذلت السعودية من أجلها الغالي والنفيس على مر تاريخ القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وهي ترفع صوتها في كل محفل محلي وعربي وعالمي أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بعودة الحقوق المشروعة إلى أبناء فلسطين.<br />وما شهد به الآخرون والخيرون عن مواقف المملكة تجاه قضايا المسلمين في كل مكان يدلل على هذه المواقف الراسخة في مبادئها والتي لا تتغير مع الزمن وتقادم الأيام والتاريخ يشهد بذلك ولا يهمنا ما نعق به الحاقدون والمغرضون في كلام يذهب أدراج الرياح وترده المواقف الصادقة لملوك هذه البلاد المباركة منذ عهد الملك عبدالعزيز «رحمه الله» مروراً بمواقف أبنائه حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الملهم والأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «يحفظهما الله».. الموقف الذي أثبت للعالم أن السعودية دولة تؤثر ولا تتأثر بل هي من يصنع المواقف ويدافع عنها ومنها الموقف الشجاع الذي وقفت فيه المملكة مع الحق في أن الفلسطينيين هم أهل الأرض وأن إسرائيل هي من سلبت حقوقهم وقتلت أبناءهم وشردت أسرهم والحق أحق أن يتبع فكيف يرضى عاقل أن يهجر أهل الأرض من أرضهم ويقتل المئات منهم دون ذنب.<br />حق لنا في السعودية أن نفخر بمثل هذه المواقف التي نراهن بها في عودة الحق إلى أصحابه وأهله وتحرص قيادة المملكة على الدفاع عن الحق المشروع للفلسطينيين لما يربط بيننا من آصرة العقيدة والدين والدم اللذين يربطان الشعبين الشقيقين المملكة العربية السعودية بفلسطين العزيزة... وما يربط المسجد الحرام بالأقصى الشريف رابطة إيمانية إسلامية تجمعنا بهم. لذا، كان من البديهي أن نكون على وفاق ورباط حتى تعود الحقوق إلى أهلها - بإذن الله - وهو ماتؤكده المواقف السعودية ومجلس التعاون والجامعة العربية، وكذا قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتؤكده قبل ذلك الديانات السماوية والكتب الإلهية. ولهذا، نحن مع فلسطين بكل لحظة من لحظات حياتها وما النصر إلا من عند الله.. الادعاءات الاسرائيلية وما يقوله مسؤولوها بتهجير أهلنا في غزة أمر لا يصدقه مبدأ أو ضمير أو معتقد وهذا ما تؤكده المملكة وقيادتها في كل محفل وما سعي إليه خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله - والكلمات التي صدرت من الخارجية السعودية كلها تصب في منظومة السعي الحثيث لإرجاع الحقوق إلى أصحابها طال الزمن ولن يطول -بإذن الله - حتى وإن قال الأعداء وتفوهوا بالأطماع المزعومة فلن يحقق الله لهم ذلك.<br />«يريدون ان يطفؤا نور الله والله متى نوره ولو كره المشركون»، ووعد الله متحقق - بإذن الله - وجزى الله المملكة وقيادتها على مواقفها المشرفة والداعمة للأشقاء في كل مكان وفي مقدمتها الحق الفلسطيني وشكراً لكل صوت وقف مع المملكة في نداءاتها لإحقاق الحق وعودته إلى أصحابه والشمس ساطعة - بإذن الله - على فلسطين الحبيبة وإن غداً لناظره قريب.<br />@sulaimanaleidi<br />