<br />تعتبرالأسرة السعودية أهم مؤسسة في المجتمع السعودي وتلعب دورًا رئيسيًا في نقل القيم الدينية والثقافية والاجتماعية من جيل إلى جيل، مما يعزز الهوية الوطنية ويُسهم في استقرار المجتمع، وعلاوة على ذلك، فإن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية تؤثر بشكل كبير على بنية الأسرة السعودية وتحدياتها، مما يفرض عليها التأقلم مع المتغيرات الحديثة مع الحفاظ على تقاليدها الراسخة، وأشار الباحثون إلى أن الأسرة أهم مؤسسة اجتماعية تحمل على عاتقها مسؤولية التنشئة الاجتماعية.<br />وشهدت الأسر في المجتمع السعودي في العقود الأخيرة تحولات ثقافية كبيرة نتيجة لعوامل متعددة، منها التغيرات الاقتصادية، والانفتاح على العالم الخارجي، وتطور وسائل الإعلام والاتصال، والعولمة، وهذه التحولات أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على بنية الأسرة السعودية، وساهمت في إعادة تشكيل العلاقات الأسرية حيث طرأت تغييرات في نمط الحياة، والأدوار الأسرية، والعلاقات الاجتماعية داخل الأسرة، كما ظهر نوع من التحدي للحفاظ على التماسك الأسري، ونتيجةً لذلك فإننا بحاجة لاستراتيجيات فعالة لدعم الأسرة السعودية في مواجهة التحديات الثقافية، والمحافظة على التماسك الأسري.<br />إن تحقيق التماسك الأسري يرتكز على خمس مقومات متمثلةً في المقوم البنائي والذي يتطلب وجود أسرة متكاملة من أم وأب وأبناء، والمقوم الديني والذي يعد من أهم المقومات التي تؤدي إلى التماسك والوحدة بين أفراد الأسرة، والمقوم العاطفي والذي يعتمد على ما يسود الأسرة من عواطف إيجابية تزيد من ترابط أفرادها، والمقوم الاقتصادي الذي يتمثل في قدرة الأسرة على إشباع احتياجاتها المادية، والمقوم الصحي القائم على مدى خلو أفراد الأسرة من الأمراض المختلفة والوراثية على وجه الخصوص.<br />ويعد الحوار الأسري أحد أبرز أساليب التنشئة الاجتماعية التي ينبغي اعتمادها لتحقيق الاستقرار والتماسك داخل الأسرة، إذ يُسهم الحوار الأسري في بناء شخصية الأطفال من خلال تعزيز مهاراتهم وقدراتهم في الحوار وتبادل الآراء، كما يزيد من مستوى التفاعل الإيجابي بين أفراد الأسرة، مما يؤدي إلى تقوية الروابط الأسرية.<br />الدور الوقائي يهدف إلى حماية الأسرة من الوقوع في الأزمات والمشكلات التي قد تؤثر على استقرارها وتماسكها. ويعمل الأخصائي الاجتماعي في هذا الدور على تعزيز الوعي الأسري من خلال تنظيم برامج توعوية وورش عمل تستهدف توعية الأسر بأهمية التواصل الفعال، والحوار، وفهم احتياجات أفراد الأسرة المختلفة، وكذلك تثقيف الأسر حول المخاطر الاجتماعية مثل تأثير التفكك الأسري، العنف الأسري، والإدمان، مع التركيز على كيفية تجنبها ومواجهتها، ولا يغفل أيضًا عن رصد المشكلات الأسرية مبكرًا عبر تقديم استشارات نفسية واجتماعية للأسر التي تعاني من بوادر توتر أو خلافات، كما يعمل أيضًا على تعزيز القيم الإيجابية من خلال ترسيخ مفاهيم الاحترام، التعاون، والمسؤولية المشتركة بين أفراد الأسرة.<br />وأما دوره التنموي فيهدف إلى تحقيق رفاهية الأسرة، من خلال تطوير قدراتها وتمكينها من التكيف مع التغيرات الاجتماعية<br />HayaAlGhamdii@<br />الدور الوقائي يهدف إلى حماية الأسرة من الوقوع في الأزمات والمشكلات التي قد تؤثر على استقرارها وتماسكها