<br />تشير إحصائية حديثة نشرتها «فيوتشر بزنس إنسايتس» إلى أن القيمة السوقية للذكاء الاصطناعي تقدر اليوم بـ 233.5 مليار دولار، ومن المقدّر لهذه القيمة السوقية أن تصل إلى تريليون و 177 مليار دولار بحلول العام 2032. ويقدم الذكاء الاصطناعي، بما يتيحه من تواصل أكفأ ومخزون مرعب للتجارب العالمية، فرصا لا محدودة لتحسين كفاءة العمليات التشغيلية، وصناعة القرار كما يبرع في تحسين تجربة العملاء.<br />ومن سلبيات ظهور هذا المارد التقني المعروف بـ AI أن عشرات الآلاف من الوظائف في قطاعات المالية، المصرفية، التأمين، تقنية المعلومات والاتصالات وحتى القطاع الصحي قد بدأت في التلاشي فعليا، بسبب إمكانية الاستغناء عن العنصر البشري والاكتفاء بالذكاء الاصطناعي. وهذا النمو المهول لقيمة الذكاء الاصطناعي دفع استثمارات حكومية تقدّر اليوم بـ 200 مليار دولار إلى الهرولة باتجاه تطوير برمجيات قادرة على التحليل والتعلّم وحل المشكلات في كل ما يخطر على البال من مجالات وتخصصات، الأمر الذي كان حكرا على بني البشر فقط.. حتى الأمس القريب.<br />وهنا يبرز السؤال: ماذا لو وقع الذكاء الاصطناعي تحت وطأة ألوان الغباء الطبيعي لبعض بني البشر؟ فكلنا يعيش اليوم واقعا يتمثل في اعتماد عدد لا يستهان به من الموظفين على كتابة بريدهم الإلكتروني لزملائهم بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهؤلاء عادةً لا يكلفون أنفسهم عناء مراجعة ما كتبه لهم عقل اصطناعي على بعد آلاف الأميال منهم، ويقومون فورا بنسخ ولصق ما يجود به الذكاء الاصطناعي وإرساله إلى الجميع، حتى لو كان ضمن سطور الإيميل عبارة مثل: «هذا النص مكتوب بواسطة تطبيق الذكاء الاصطناعي الفلاني في شانغهاي»!<br />والأكثر مدعاة للربكة، ماذا لو وقع الذكاء الاصطناعي في يد عقلٍ ظلامي لا يتورّع عن إقحام معلومات مسمومة وكاذبة في بئر البيانات والمعلومات الرقمية هذا، والذي يمتد عمقًا إلى مرحلة «اللاقاع»؟ بل وتخيلوا معي ما الذي يمكن أن يحدث لو وقعت هذه الأداة الرقمية الذكية في يد من يعشقون اختلاق المُدخلات المؤدية إلى إضرام الفتن، والادعاء بالباطل، والترويج للفضائح، واستحكام العداوة بين البشر على اختلاف الأسباب؟ المشهد المستقبلي خطير دون شك، لكن ظهور سياسات وتنظيمات تحكم هذا المارد القادم بخطوات تهتز لها ترُبة اليقين البشري.. ستساعدنا كثيرا على تحجيم مثل هذه الشرور التي ترتبط من جديد بمستخدم أي أداة.. ألا وهو الإنسان.<br />@abdullahsayel