<br />أسئلة واستفسارات الجميع عن دوام هذا الشهر تتكرر، مثلها مثل الأسئلة الأخرى في رمضان، وكأنه أمر جديد علينا، فلنتساءل سوياً ما هو الدوام في شهر رمضان لهذا العام؟<br />تصاعدت أحقية الرأيين المتعاكسين في ساعاته، فمن جهة الموظف، يرى بعضهم أنه لا إنتاجية في رمضان، ويفترض أن يكون شهر خاص بالعبادة لا للعمل، أو على أقل تقدير تخفض الساعات إلى أقل من الست ساعات ليستمتع بالسهر والنوم الجيد، أقصد بالصيام! أما جهة العمل، فكل موظف يعتبر تكلفة مالية لا بد أن يكون على أثره مردود مالي يفي بمتطلبات توظيفه، وضرورة الحفاظ على سير العمل وخطته.<br />لو أُلغي العمل في شهر رمضان، واحتسب إجازة للموظفين، هل يتنازل الموظف عن اجازته السنوية لتكون ثابته في رمضان! مع وجود تنويه سيبلغ به عن أيام إجازته الموقعة في عقده، فاحتمالية عمله في نهاية رمضان أو العيد واردة! فنعود إلى نفس النقطة وهي وجود دوام في شهر رمضان!<br />ومن جهة ثالثة تحتاج إلى استماع جيد، وهي جهة التعليم، وأقصد بذلك من الطلاب والطالبات تحديداً علماً بأن أصوات معارضيه قلّت في الفترة الحالية؛ وسؤالي لماذا يُرفض من الأساس أن يتعلم الطلاب في رمضان - من جهة الأهل والطلاب أنفسهم - هل فعلاً بسبب التعليم وعدم فائدته أثناء صيامهم، أو بسبب الأهلي ورغبتهم أن يرتاحوا من مسؤولية التنقل والمراجعة، أو الاختبارات!<br />قد تكون هذه المسؤولية تزيد عليهم جهداً أخر وتضاعف هم الصيام، لكن أليست مسؤولية إنجابهم هي كذلك هم إلى أن تُسلّم الروح إلى بارئها! أليس من باب تعليمهم المسؤولية أن يتعلموا كيف يواجهون الحياة بتفاصيلها كممارسة تعليمهم وهم صيام! أليس الجهد يساعد في حس استشعارهم للهدف من الصيام! أم لا بد مباغتتهم بها فيما بعد، ووقتها تكون مسؤولية الوالدين قلّت جزئياً!<br />النهار في رمضان نهار ميت اجتماعياً، ولا يوجد ما تقوم به إلا النوم، والليل هو الحياة الفعلية، فحاول أن توازن استغلاله حياتياً بين عمل يدر عليك رزقك ويكفك عن السؤال، والاستمتاع بلياليه الاجتماعية، مع الأخذ بالاعتبار من عدم ذكري لممارسة الطاعات، لأنها في جميع أوقاته، وهي الروحانية في هذا الشهر، الذي تتنفس فيه الخير وتتسابق إليه، فأنت قائد حياتك.. فماذا ترى؟<br />@2khwater