<br />في كل أمّةٍ لحظةٌ فارقةٌ ترسم ملامح هويتها وتصنع مجدها، وفي المملكة العربية السعودية يظل يوم التأسيس حدثاً خالداً تتوهج ذكراه في ذاكرة الوطن كنجمةٍ ساطعةٍ في سماء المجد .<br />إنه اليوم الذي إنبثق فيه فجر الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ إيذانا ببدء مسيرةٍ تاريخيةٍ لم تعرف التراجع، ومؤسساً لدولةٍ قامت على الوحدة والعزم والتلاحم والتجديد .<br />من التأسيس إلى التمكين: مجدٌ لا يذبل<br />حين نغوص في أعماق هذا اليوم العظيم نلمس جذراً راسخاً يمتد في تربة التاريخ حيث كان تأسيس الدولة السعودية الأولى خطوةً جريئةً في زمنٍ مضطرب تتطلب قائداً يحمل بين ضلوعه روحاً متقدةً وعزيمةً لا تلين فقد نجح الإمام محمد بن سعود في بناء كيانٍ سياسيٍ متماسك مستنداً إلى مبادئ الإستقرار والتنمية ومرتكزاً على قيم العدل والأمان وهو ما مهّد لقيام دولةٍ مترامية الأطراف تضع الأسس لنظامٍ راسخٍ نما وتطور ليبلغ ذروة المجد في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان. الهوية المتجذّرة والنهضة المتدفّقة<br />يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى عابرة بل هو احتفالٌ بأصالة وطن يستعرض فصول تاريخه بحبر العزّة ويمضي قدماً نحو المستقبل بعزيمةٍ لا تعرف الإنكسار ففيه يتجلّى البعد الثقافي العميق للدولة السعودية التي قامت على وحدة العقيدة والولاء متجاوزةً كل التحديات التي إعترضت طريقها حتى أصبحت اليوم نموذجاً يُشار إليه بالبنان في ثباته ورسوخه وفي استمراره كقوةٍ اقتصاديةٍ وسياسيةٍ مؤثرةٍ على الساحة العالمية .<br />ملحمةٌ من التضحية والإرادة<br />في صفحات التاريخ لا تُكتب العظمة إلا بمداد التضحيات وما كان ليوم التأسيس أن يكون رمزاً للمجد لولا قوافل الرجال الذين نذروا أرواحهم لبناء هذا الصرح العظيم إنها ملحمةٌ تتوارثها الأجيال يتردد صداها في كل شبرٍ من أرض المملكة فتُلهم الأجيال الناشئة وترسّخ فيهم قيم الولاء والانتماء وتذكّرهم بأن بناء الدول العظيمة ليس وليد لحظةٍ عابرة بل ثمرةُ قرونٍ من الكفاح المستمر والعزيمة التي لا تعرف الوهن.<br />المملكة... منارةٌ تضيء المستقبل<br />في هذا اليوم المهيب تستحضر المملكة ماضيها المجيد لكنها لا تكتفي بالتغنّي به بل تستلهم منه رؤيةً طموحةً ترسم ملامح المستقبل، فمنذ إطلاق رؤية 2030 تسير المملكة بخطى واثقةٍ نحو آفاقٍ جديدةٍ حيث تتشابك روح الأصالة مع نبض الحداثة لتبني وطنًا مزدهرًا يليق بتاريخه المجيد ويستحق أن يكون نموذجًا للعالم بأسره. إن يوم التأسيس ليس مجرد تاريخٍ يُحفظ بل هو قصةُ كفاحٍ تُروى للأجيال وعنوانُ مجدٍ يُنقش في سجل الزمن وكلمةُ حقٍ تُقال في وطنٍ لا يعرف المستحيل فهنيئًا للمملكة العربية السعودية بهذا الإرث العظيم وهنيئًا لشعبها الأبي بهذا المجد المتجدد وكل عامٍ والوطن شامخٌ بماضيه مزدهرٌ بحاضره ومشرقٌ بمستقبله.<br />