<br />نقلت الأخبار عن وزارة الخارجية السودانية أن قائد الجيش السودان، ورئيس مجلس السيادة والرئيس العملي للسودان السيد عبد الفتاح البرهان أطلق مبادرة وخارطة طريق تقوم على عقد مؤتمر شامل للسودانيين يحددون فيه أولويات الحياة السياسية ويختتم كل ذلك بانتخابات وحكم مدني للبلاد، و لفت المراقبين في هذا التطور التأكيد على أن كل ذلك سيكون عند نهاية الحرب مباشرة.<br />الغريب أن رحى الحرب لاتزال دائرة في السودان، والقوات التي تناصب الجيش الداء وهي قوات عسكرية في الأصل وذات منبع من الجيش لاتزال تشكل رقم ليس سهل في مقارعة الجيش وفي الوقوف في وجه تقدمه، وفي السيطرة على أجزاء واسعة من أرض السودان، الشيئ الأخر الذي لفت المراقبين في خارطة الطريق الجديدة من قبل الجيش أن تحديد سمات وصفات من يحق لهم المشاركة في تحديد مستقبل البلاد مفصلين علي مقاس، ورغبة الجيش السوداني وعلي هوى حاضنته السياسية التي يعرفها الجميع، وأخطر من ذلك زن الجيش يوزع على الأطراف السودانية صفات الوطنية، والخيانة، والعمالة، ويصف نفسه بأنه الطرف الوحيد الحامل للواء عزة البلاد والعباد.<br />بعبارة أخرى أن الجيش ومع تراجع ملحوظ في قوات خصمه العنيد قوات الدعم السريع، ومع نجاح قيادات الجيش في تهميش، وتفتيت قوى سودانية سياسية فاعلة مثل القوى الديمقراطية والمطالبة بالحريات المدنية، أصبح الجيش صاحب الحق الوحيد في تشكيل مستقبل البلاد، والعباد، وبشكل قد يقطع الطريق على القوى السياسية المدنية من المشاركة في إدارة مستقبل البلاد، يؤكد ذلك ما أعلن عنه بعد إطلاق هذه المبادرة بيوم واحد بحل جبهة تقدم المدنية لأنه حصل انقسام داخلي في هذه الجبهة التي عملت خلال الفترة الماضية لترسيخ حكم مدني و وقف الحرب.<br />السودان يسير في طريق قد يكون طويل من الصراع واستمرار حالة عدم الاستقرار التي يدعمها الجيش الذي لايرى إلا الحل بالسلاح، ويؤكد تلك النظرة انشغال الإقليم والعالم بقضايا أخرى جعلت الأزمة في السودان أزمة داخلية، وربما منسية.<br />الأوضاع قد تشهد بعض التغير عندما يتعلق الأمر بالتنافس، الإقليمي، والدولي على السودان، والذي رصد حوله مراقبون تغيير ملموس في البحث عن مواطئ قدم لبعض القوى الإقليمية، والدولية، الأخبار التي ترد عن السودان تعكس حالة مزرية في ظل نقص مروع في الخدمات، وتسجيل حالات القتل والتعدي على المنشآت المدنية يحاول كل طرف إلصاقها بالطرف الآخر.<br />@salemalyami