<br />في عالم يتسم بالتعددية والتنوع، يصبح التواصل بين المجتمع ركيزة أساسية لتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم التسامح والتعايش، فالمجتمعات القوية هي تلك التي تدرك أن انفتاحها على الثقافات المختلفة لا يتعارض مع هويتها، بل يعززها، ويمنحها بعدًا أعمق يستند إلى الوعي والاحترام المتبادل.<br />احتفالات «يوم التأسيس»، كانت مصداقا على التسامح المجتمعي والتغيرات التي حصلت له خصوصا من الأجيال الجديدة ولاحظنا في التنافسية في ارتداء الأزياء، التي وصلت للانفتاح في أن يتبادل الناس الأزياء التراثية ليلبس مايخص مجتمع آخر تذوب فيها المناطقية والطبقية الاجتماعية ليحتفل المجتمع معا بأنهم سعوديون أو يحبون المملكة العربية السعودية ويشاركوها أفراحها .<br />الأفكار والقيم بين مختلف الثقافات تبدلت وتقاربت في هذا الوطن العظيم وامتدت للدول المجاورة الذين باركوا لنا ولبسوا من ازيائنا الجميلة، وهذا ما يسهم في تقليل الفجوة بين الشعوب وبناء جسور الحوار.<br />التسامح ليس شعارات وإنما هو القدرة على احترام اختلافات الآخرين، فيما يمثل التعايش الممارسة الفعلية لهذا التسامح، حيث تتفاعل الفئات المختلفة ضمن إطار مشترك قوامه الاحترام والتعاون. وقد قدمت المملكة نموذجًا واضحًا في هذا المجال، حيث تكفل حقوق الأقليات وتضمن لهم حرية ممارسة شعائرهم الدينية ضمن إطار يحفظ الأمن والاستقرار، فعلى سبيل المثال لا الحصر خصصت الدولة محاكم للأوقاف والمواريث يعين القاضي فيها بأمر ملكي ليحتكم فيها المواطنين من المذهب الشيعي وفق أحكامهم الفقهية. كما تحتضن أراضيها ملايين الوافدين من مختلف الجنسيات الذين يعملون ويعيشون جنبًا إلى جنب مع المواطنين في جو من الاحترام والتقدير المتبادل.<br />الهوية الوطنية ليست قيدًا يعزل الأفراد عن العالم، بل هي إطار يعزز انتماءهم ويدفعهم للتفاعل الإيجابي مع الثقافات الأخرى. وتتمسك المملكة بثوابتها الدينية والوطنية، لكنها في ذات الوقت منفتحة على الشراكات الدولية، وتدعم المبادرات التي تشجع الحوار بين الأديان والثقافات، مثل مشروعها لإنشاء مركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات في فيينا.<br />كما أنها تعمل على تعزيز ثقافة التسامح داخل المجتمع، من خلال المناهج التعليمية والبرامج الثقافية التي تؤكد على أهمية القيم الإنسانية المشتركة. تمثل المملكة نموذجًا في التسامح الديني والثقافي، حيث تضم على أراضيها مقيمين من مختلف الخلفيات، وتضمن لهم حقوق العمل والعيش الكريم، كما تشهد المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والتنوع الثقافي والحضاري الذي يعكس مدى قدرة المجتمع السعودي على التفاعل مع الثقافات المختلفة.<br />إضافة إلى ذلك، تحرص القيادة السعودية على تعزيز مبادئ العدل والمساواة، حيث تجرّم الأنظمة التمييز، وتوفر القوانين التي تضمن حقوق الجميع بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية.<br />في ظل التحديات العالمية المتزايدة، يصبح تعزيز ثقافة الحوار والتسامح ضرورة لبناء مجتمعات قادرة على التطور والازدهار، ومن خلال دعم المبادرات التي تعزز التواصل الحضاري والتعايش، يمكننا خلق بيئة تُحترم فيها الهويات المتعددة، ويُصان فيها السلام المجتمعي، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعزز مكانة المملكة كمنارة للحوار والتسامح عالميًا.<br />@DrLalibrahim<br />