<br />في أكثر من مقال ولقاء تلفزيوني تحدثت عن النمو المستمر الذي يشهده القطاع الصناعي في المملكة العربية السعودية؛ وهو النمو الذي يؤكد الخطوات الجادة التي تتخذها المملكة في ضوء رؤية 2030 نحو تحفيز الاستثمارات الصناعية، ورفع مستوى مساهمة هذا القطاع الحيوي في الناتج المحلي الإجمالي.<br />أرقام جديدة.. وحيوية لا تتوقف<br />دعنا نتوقف عزيزي القارئ في بداية الأمر أمام هذه الأرقام الحديثة التي أعلنت عنها وزارة الصناعة والثروة المعدنية، والتي كشفت عن مؤشرات القطاع الصناعي لعام 2024؛ حيث تضمّنت إصدار 1346 ترخيصًا صناعيًا جديدًا باستثمارات تتجاوز قيمتها 50 مليار ريال، في إطار جهود الوزارة لتحفيز الاستثمارات الصناعية، وتعزيز نمو القطاع الصناعي بالمملكة.<br />وكشفت النشرة الصادرة عن المركز الوطني للمعلومات الصناعية والتعدينية التابع للوزارة، والتي تقدّم تحليلًا شاملًا عن مؤشرات ومتغيرات القطاع الصناعي خلال العام الماضي، أن إجمالي عدد الوظائف التي ستضيفها التراخيص الصناعية الجديدة الصادرة في عام 2024، تقدّر بنحو 44 ألف وظيفة.<br />وبيّنت النشرة أن إجمالي عدد المصانع التي بدأت الإنتاج خلال عام 2024 بلغ 1,075 مصنعًا، بحجم استثمارات يزيد عن 48 مليار ريال، ويقدّر حجم القوى العاملة في هذه المصانع بـ 39 ألف عاملًا، فيما تُصدر وزارة الصناعة من خلال المركز الوطني للمعلومات الصناعية والتعدينية بشكل دوري أهم المؤشرات الصناعية التي تعكس حركة النشاط الصناعي في المملكة، كما تكشف عن حجم التغيير الذي يشهده القطاع، سواء في حجم التراخيص الصناعية الجديدة، أو المصانع التي بدأت الإنتاج.<br />المصانع الجديدة.. ماذا تعني؟<br />كل مصنع جديد يبدأ عمليات الإنتاج بأي اقتصاد في العالم؛ هذا يعني رافداً جديداً للمحتوى المحلي، ومصدراً مهماً لاستحداث فرص العمل، ومرتكزاً قوياً لعزيز فرص الاستثمار... والذي سيؤثر بكل قوة على العديد من القطاعات الأخرى بشكل إيجابي، مثل القطاع اللوجستي، والنقل، والطاقة، والتجزئة، ومبيعات الجملة، والتجارة الإلكترونية، وغيرها من القطاعات الأخرى التي لا حصر لها.<br />وفي هذا الوطن العظيم.. رسمت رؤية 2030؛ هذه الرؤية الطموحة والداعمة والمحفّزة منذ اليوم الأول، ملامح مهمة للقطاع الصناعي في المملكة، حيث تستهدف هذه الرؤية الوطنية المُلهمة، تنويع الاقتصاد وخلق فرص أكبر للاستثمار؛ وعليه فإن القطاع الصناعي يعتبر واحداً من القطاعات المهمة التي أسهمت وستسهم -بإذن الله- في تحقيق مستهدفات رؤية هذا الوطن العظيم؛ وبرامجها الوطنية المنبثقة منها.<br />وأنا أكتب هذا المقال؛ قرأت تغريدة نشرها حساب وزارة الصناعة والثروة المعدنية على منصة «إكس»، كان عنوانها الأبرز: بأيدٍ سعودية؛ تدشين أول مصنع في الخليج لتجميع وإنتاج «الراوترات»، على هذه التغريدة علقت قائلاً: برنامج «صنع في السعودية»... قول وفعل، ومن نجاح إلى نجاح -بإذن الله-.<br />@shujaa_albogmi