<br />قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من عالَ ابنتيْنِ، أو ثلاثَ بناتٍ، أو أختيْنِ أو ثلاثَ أخواتٍ، حتى يَبِن، أو يموتُ عنهن كنتُ أنا وهو كهاتيْنِ”، وأشار بإصبعيْهِ السبابةَ والوسطى.<br />يبين هذا الحديث الشريف المكانة العظيمة التي يمنحها الإسلام لتربية البنات والعناية بهن، حيث يجعل من يُحسن تربيتهن في منزلة قريبة منه عليه الصلاة والسلام في الجنة. وهذه المسؤولية، يتحمل الأب فيها دورًا أساسيًا فيه، فهو ليس مجرد شخصية ثانوية في حياة حياتها، بل هو الركيزة الأساسية التي تساعدها على تكوين هويتها وتشكيل نظرتها للعالم، وهو كذلك ، أول رجل في حياتها، ومصدر الأمان والثقة لها. ومن هذا المنطلق، يقدم الدكتور كيفن ليمان في كتابه كن الأب الذي تحتاجه ابنتك، رؤية واضحة حول الدور المحوري للأب في تشكيل شخصية ابنته، وكيف يمكنه أن يكون لها الداعم الأول في مختلف مراحل حياتها.<br />يركز الكتاب على فكرة أن الأب هو النموذج الأول للرجولة في حياة الفتاة، مما يؤثر على نظرتها للرجال وعلاقاتها المستقبلية. فإذا كان الأب محبًا، داعمًا، ومستمعًا جيدًا، فستنمو ابنته بثقة وقوة شخصية، أما إذا كان غائبًا أو متسلطًا، فقد يؤدي ذلك إلى مشكلات في تقديرها لذاتها واختياراتها المستقبلية.<br />ويتناول ليمان كيفية تفاعل الأب مع ابنته، في مختلف مراحل حياتها، ففي مرحلة الطفولة المبكرة، تحتاج الفتاة إلى الشعور بالأمان العاطفي، والمدح والتشجيع من والدها مما يساعدها على بناء تقدير الذات، أما في مرحلة الطفولة المتأخرة، فيبدأ فضول الفتاة بالازدياد، ويصبح دور الأب هنا، عبارة عن التوجيه والحوار المفتوح، أما في المراهقة، فتتغير شخصية الفتاة بشكل كبير، وقد تتأرجح مشاعرها بين الحاجة إلى الاستقلال والبحث عن الدعم، وهنا ينصح ليمان الآباء بالصبر والتفهم والتواصل المستمر، دون فرض السيطرة، أما في مرحلة الشباب، تبقى حاجة الفتاة لوالدها قائمة، سواء في قراراتها المهنية أو الشخصية، بما في ذلك اختيار شريك حياتها.<br />يؤكد ليمان أيضاً، على أن الطريقة التي يتعامل بها الأب مع ابنته، ستنعكس على نظرتها للحياة، فإذا كان داعمًا ومحبًا، فإنها ستبحث عن علاقات صحية في المستقبل. أما إذا كان متحكمًا أو غائبًا، فقد تواجه تحديات نفسية واجتماعية تؤثر على اختياراتها في الحياة.<br />وخاتمة القول، يركز كتاب كن الأب الذي تحتاجه ابنتك، على الدور العميق للأب في بناء شخصية ابنته وإعدادها لمواجهة العالم بثقة وقوة.<br />@azmani21