<br />تعتبر ثقافة المجتمع في التعامل مع ذوي الإعاقة مؤشراً حضارياً لتقدم وإنسانية المجتمع، وجزءاً هاماً من مفهوم الاندماج والتضامن الاجتماعي، فالاندماج بين أصحاب الاحتياجات الخاصة والمجتمع أصبح اليوم أمراً حيوياً لبناء مجتمع شامل ومتساوٍ، وأيضاً إلى تعزيز شعور أصحاب الاحتياجات الخاصة بالانتماء إلى المجتمع وزيادة مستوى رفاهيتهم الاجتماعية والنفسية.<br />حكومة المملكة العربية السعودية، تعتني بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وترعاهم بشكل يضمن حصولهم على حقوقهم المتصلة بالإعاقة ويعزز من الخدمات المقدمة لهم، عبر توفير سبل الوقاية والرعاية والتأهيل اللازمين، إذ عملت على بناء جدار وقاية من خلال مجموعة من الإجراءات الطبية والنفسية والاجتماعية والتربوية والإعلامية والنظامية التي تهدف إلى منع الإصابة بالإعاقة أو الحد منها واكتشافها في وقت مبكر والتقليل من الآثار المترتبة عليها. وضمنت المملكة تقديم خدمات الرعاية الشاملة المقدمة لكل من هو بحاجة إلى الرعاية بحكم حالته الصحية ودرجة إعاقته أو بحكم وضعه الاجتماعي، ووظفت الخدمات الطبية والاجتماعية والنفسية والتربوية والمهنية، لمساعدة الشخص ذوي الإعاقة في تحقيق أقصى درجة ممكنة من الفاعلية الوظيفية، بهدف تمكينه من التوافق مع متطلبات بيئته الطبيعية والاجتماعية، وتنمية قدراته للاعتماد على نفسه وجعله عضوًا منتجًا في المجتمع.<br />ومن هذا المنطلق هناك نقاط هامة ساعدت في تعزيز ثقافة المجتمع السعودي مع الأشخاص ذوي الإعاقة أبرزها التوعية التي رفعت مستوى الوعي بحقوقهم واحتياجاتهم، والتفهم والتسامح تجاههم. كما زادت فرص اندماجهم الاجتماعي بفضل الدعم الحكومي، والتشريعات الملائمة، والبرامج التعليمية والتدريبية التي تسهل مشاركتهم الفعالة. إلى جانب ذلك، ساهم بناء جسور التواصل والتعاون بين ذوي الإعاقة وأفراد المجتمع في تعزيز العلاقات الإيجابية وتحقيق بيئة أكثر تقبلاً لهم. ولم يكن الدعم والتمكين بعيداً عن هذا الإطار، حيث أتاح للأشخاص ذوي الإعاقة فرصاً لتطوير قدراتهم والمساهمة الفعالة في المجتمع. كما تم فرض عقوبات لمكافحة التمييز ضدهم وضمان حقوقهم في الوصول إلى الخدمات والفرص بدون تمييز. علاوة على ذلك، تم تعزيز توفير الفرص العملية لتمكينهم من دخول سوق العمل والمساهمة في التنمية الاقتصادية. ولم يغفل المجتمع عن أهمية تشجيع الابتكار والتكنولوجيا، حيث ساهمت الحلول التكنولوجية المبتكرة في تسهيل حياة ذوي الإعاقة وزيادة استقلاليتهم.<br />أخيراً، بناء ثقافة مجتمعية تعتمد على المساواة، الاحترام، والتضامن مع أصحاب الهمم سيسهم في تعزيز التقدم والإنسانية في المجتمع بشكل عام، وكذلك في بناء مجتمع أكثر شمولية وتفاعلية.<br />NMFH7@