<br />في سعيهم للانقلاب على الأمويين، تحالف العباسيون مع الفرس أكثر الناقمين على الأمة العربية وعلى الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى الصحابة وعلى الأمويين.<br />وبدأ الفرس الذين تجمعوا في الكوفة، وعرفوا بـ«حميراء الكوفة» في العهد العباسي، في تأليف الإشاعات واختلاق الأكاذيب والأحاديث الموضوعة، وتزوير التاريخ لينالوا من بني أمية ورمزهم العظيم الصحابي والخليفة معاوية بن أبي سفيان موحد الدولة الذي أعاد الهيبة والعزة للأمة مجددا. واجتهدوا في تشويه الزعيم الفذ وأمه وأبيه، رضي الله عنهم. وتجاهلوا كل حسناته، صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم وكتابته للوحي، وأنه أول قائد اسطول عربي غزا البحر، ولم تشفع ثقة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي ولاه أميراً على الشام، وأمير المؤمنين عثمان بن عفان، كما لم تشفع له عبقريته السياسية وحسن تدبيره، رضي الله عنهم. وكانت الشام أهم الولايات، منذ فتحها القادة الأفذاذ، خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح وعمرون العاص ويزيد بن أبي سفيان، وكان معاوية قائداً مساعداً لشقيقه يزيد في الشام. وعمر بن الخطاب الذي منح الثقة لمعاوية، اشتهر بأنه يمحص الولاة ويراقبهم ولا يرضى إلا أن يكون الوالي متديناً أميناً حسن التدبير. ومن حسن تدبير معاوية أنه بعد انتصاره في معركة صفين، لم يواصل القتال على الرغم من أن زعماء حميراء الكوفة أحدثوا شغباً وخللاً عاصفاً في صفوف جيش أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، ثم تمردوا وخرجوا عليه، وفي النهاية غدروا به وقتلوه.<br />ويتهم المتقولون معاوية بأنه كان يسعى لانتزاع الخلافة، لكن الحقيقة أنه لم يتطلع إلى الخلافة إلا بعد استشهاد علي. وكان اشترط، لمبايعة علي، القصاص من الخوارج قتلة الخليفة عثمان بن عفان. وكان هذا رأي صحابة كثيرين، منهم الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله، وأم المؤمنين عائشة، رضي الله عنهم.<br />واستمر الخوارج في تشويه سمعة معاوية، ولم تشفع له مبايعة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتنازله لمعاوية عن الخلافة. وما كان الحسن ليبايع معاوية أو أي آخر، لما لم يكن نزيهاً أميناً على دين الأمة ودولتها.<br />*وتر<br />إذ الظلاميون يجتهدون في نشر النميمة<br />والمخترعات وتزوير التاريخ الاسود<br />كانت دمشق تنشر ضياءها،<br />وتزهو بذكرى زعيمها الفذ..<br />وتكتب تاريخ الخلود<br />@malanzi3