<br />مع اقتراب العشر الأواخر تجتمع القلوب نحو المسجد، ومن أعلى المنارة بعثت الرياح صوت الطمأنينة بكلماتٍ لعلها توقد المصباح.<br />حلقت الروحانية نحو المسجد تحمل شعلةًً تضيء بها القلوب المنكسرة، وساعدتها الرياح على الدخول عبر المنارة، ورأت الطمأنينة حائرةً بين المنبر، والمحراب.<br />حملت الرياح رسالة الطمأنينة إلى دموع العفو، فرافقتها إلى المسجد، ومن حرارة الشعور بالذنب صنعت شعلةً أضاءت شقوق المنبر، وبحثت الدموع عن الأخشاب لتصلح المنبر، وهكذا هو القلب، فالشعور بأن الشخص أخطأ يوقظ ضميره، والتقرب إلى الله هو سبيل الخير، والهداية، وبهذا يتضح الطريق السليم، وتصحيح الخطأ بالاستغفار، والتوبة هو ما يصلح القلب، وجمعت الدموع الأخشاب، وأصلحت المنبر، فزال الألم، وازدهر المنبر؛ لأن الوعظ سيعود مجددًا، وأشعلت دموع العفو الشعلة الثانية في المصباح.<br />وصلت الرياح إلى أيدي الرحمة، وذهبتا سويًا نحو المسجد، وبين يديها حملت الرحمة شعلتها، وفور وصولها تناثر غبار الوحدة الذي كان يغطي المحراب، وشعلة أيدي الرحمة رسمت الأيدي البيضاء التي تبذلها للناس، فالصدقة، ومساعدة المتعففين، والاهتمام بمصلحة الناس ضمن بنود العطاء المجتمعي التي صنعتها أيدي الرحمة، والتقرب إلى الله بالصلوات الواجبة اليومية هو أساس العبادة، وعمود الدين، وقامت أيدي الرحمة بإيقاظ المحراب، وأبعدت أشواك التجاهل، والوحدة عنه، ففتح عينيه من جديد، واشتعل المصباح.<br />وعبر الرياح حملت الطمأنينة رسائل لاشتعال المصباح، فأتت الروحانية بجناحيها، ودموع العفو، وأيدي الرحمة، وأشعلن بعملهن المصباح الذي قادهن لطريق باب المسجد، وفتحن الباب للمؤمنين للعبادة في العشر الأواخر برمضان.<br />@bayian03