<br />الموضوع الذي سأظل -بإذن الله- أحاربه وأقاتله ما حييت هو موضوع التدخين، التدخين الذي سرق أحباء لي على حين غفله منهم من نجا منه -بفضل الله ورحمته- ومنهم من أخذ من ماله وصحته وعمره. لا أعلم ما هو السر وراء هذا الداء الذي يوهم مستخدميه بأنه يعدل المزاج ويفتح أنفاقا للهموم و «يسلي» الخاطر. كل هذا لعب وضحك على الذقون التدخين قبيح الرائحة والمظهر والملمس فيكفي أن يصاحبه النار والرماد والتبغ ليكتمل قبحه.<br />سألني صديق ذات يوم قائلا: بماذا تصف التدخين ؟ فقلت دون تردد هو العدو الأجمل والصديق الأقبح، فقال وهل من تفسير لهذه العبارة المتناقضة ! فقلت هو العدو هذه لا جدال فيها لأن المدخن يعلم مكوناته السيئة تبغ قطران نيكوتين وماشئت من البلاء فهذا فقط يكفيه أن يكون عدوك. فقال زين وكيف يصبح العدو الأجمل ؟ فقلت الأجمل بأنه يجعلك تتخيله بأنه متنفس وجلاء للهم وتعديل للمزاج فما أن تقول لصاحبها «يبي لك زقيّرة» إلا وقال صدقت فهذا الجمال المبطن من هذا العدو. أما الصديق الأقبح فهو فعلا كالصديق يلازمك في اليوم عشرين مرة بل أكثر. أما الأقبح فإنه يحرق أموالك قبل صحتك وينشر بكل ملابسك الرائحة الكريهة. يُضعف من صحتك وقوتك ويجعلك عرضة لكثير من الأمراض وكل هذا مقابل «خرابيط» يعتقدها المدخنون.<br />بعض أحبائي المدخنين يتفلسف عن سبل حماية المستهلكين وضرورة الرقابة على المنتجات وطريقة حفظها وتاريخ صلاحيتها وهو نفسه الذي يستخدم منتجا عليه تحذير بالكلام والصورة أنه مسبب للأمراض فمن المتناقض هنا؟ أعرف بعض المدخنين الذي كاناو يدخنون لعشرين وثلاثين سنة بل وأكثر في لحظة واحدة أطبق عليهم هذا السم ولولا فضل الله ورحمته ثم نقله للمستشفى بشكل فوري في تلك اللحظة وضرورة عملة قسطرة فورية وإلا كان قد قضى عليهم. لذلك، أقول لا تأمن هذا الداء مهما خلا وقتك معه من التهديدات فقد يأتي فجأة دون أي تهديد مسبق.<br />الله يحفظنا وإياكم، وتقبل الله طاعتكم وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا «النيات الطيبة لا تخسر أبدا».. في أمان الله.<br />@Majid_alsuhaimi