<br />تشير دراسة هي الأحدث، نقلا عن الموقع المؤثر بارنتس Parents، إلى أن اضطرابات النوم لا تؤثر على الطفل فحسب، بل تؤثر على والديه بشكل مباشر؛ وتحذر الدراسة من تداعيات قلة النوم على الصحة العقلية، حيث يؤدي الحرمان من النوم إلى زيادة التوتر وصعوبة التعامل مع أعباء الأبوة والأمومة وضغوطات العمل، كما تتسبب في سرعة الغضب، وضبابية التفكير، وتفاقم مشاعر القلق والاكتئاب لدى أولياء الأمور.<br />والحقيقة عزيزي قارئ صحيفة «اليوم» الكريم أن هذه الدراسة العلمية تفسّر سبب ما يحيط بنا من حالات «فلتان» وتسيّب انفعالي، سواء في العمل أو البيت أو حتى على الطريق... ومعًا نضع يدنا اليوم على الجرح المتسبب في كل أنواع الهيستيريا التي تحاصرنا!<br />لقد حان الوقت الآن، أن تعلم أنّ المتهور الذي «حدّك» بسيارته هذا الصباح لم ينم البارحة جيدًا، ولهذا حاول متعمدًا أن يجبرك على ترك مسارك، بل ودفعك للارتطام بـ «الصبّة» التي تمتد على الطريق السريع، مُعرضا حياتك وحياة العديد من مستخدمي الطريق إلى فاجعة داهمة وخطر فظيع، وهذا لأنه شخص لا ينام جيدًا، ويعاني من تدهور في صحته النفسية ويحتاج للتنفيس عن غضبه حتى وإن كان من باب تعنيف الغير والإضرار بهم.<br />وزميلك في العمل، والذي يبدو في حالة من ضبابية التوافق الأدائي أو انعدام التركيز.. اعلم أن هذا المسكين لم ينم جيدا البارحة؛ وحتى رئيسك المباشر الذي يبدو انفعاليا طوال الوقت، بل وانهال عليك بسيل من عبارات التهكم والتنمّر خلال اجتماع اليوم، هو في واقع الأمر مجرّد شخص يعاني من اضطراب مزمن في النوم بسبب ابنه «عبّودي» الذي ظل يقفز ويتنقل بين جنبات البيت طوال الليل، مسببا إزعاجا متواصلا، نتج عنه تعذّر النوم مع انحسار ملموس في حالة الاتزان العقلي.<br />أما في البيت، فجارك الذي يتعمّد إيقاف سيارته أمام منزلك أو في الموقف المخصص لشقّتك، فإن هذا الجار ممن يعانون من الاضطرابات المزمنة في النوم، الأمر الذي ينعكس على شكل سلوكيات عدوانية تجاه جيرانه، وأخص منهم بالذكر.. حضرتك! فأنت مسيطر على موضوع النوم، وقد رأى جارك صفاء عينيك، ورحابة صدرك، ونشاطك وبشاشتك.. فعرف أنك ممن ينامون ليلا وبشكل جيد، فكانت النتيجة الحتمية أن ينقلب ضدك ويضايقك بأن يوقف سيارته أمام بابك.<br />@abdullahsayel