<br />الأحداث التي تصيب الإنسان في حياته عديدة ودروبه في هذه الدنيا ليست جميعها مفروشة بالورود. بل هناك الكثير من التحديات التي تصادفه في مراحل ما خلال مسيرته نحو تحقيق ذاته وبلوغ هدفه وكذلك تكوين الاستقرار الذي ينشده أي منا في حياته سواء الشخصية او العملية.<br />تتنوع صور التحديات والأزمات التي قد نجد انفسنا غير قادرين وربنا عاجزين عن تجاوزها وربما تكون في بعض الحالات كفيلة بأن تجعل الانسان يقف عندها في نقطة السكون غير قادر على المضي قدما أو تجاوز هذه المصيبة إن صح التعبير إلى ما بعدها من مراحل الحياة.. ولعل من أهم وأقسى انواع المصاب والألم هو ألم الفقد .<br />والسوال الذي يتبادر هنا، كيف نتجاوز شعور الفقد، وكيف يمكن أن نتعايش مع الفكرة، وكيف لمجرد شعور واحد أن ينزع منك الطمأنينة ويدخلك في دوامة لا نهائية من الأفكار، كيف في كل مرة يعيدك لنقطة الصفر بعد أن قطعت شوطاً لا بأس به !<br />كثيرة هي التساؤلات التي تهاجم أفكارنا عندما يكون الحديث عن الفقد، وما يترتب عليه من تراكمات وتحديات، خاصة حين يكون هذا الفقد لإنسان ترك في نفسك الأثر الذي يصعب أن تتناساه مهما مرت السنين. فبشاعة شعور الفقد والذكريات المتراكمة .كم مرة أحببت؟ وكم مرة خذلت؟ وكم مرة افتقدت؟<br />كم مرة استيقظت من النوم وأنت تضع يدك على قلبك من قوة ما تشعر به؟<br />كم مرة بكيت تحت لحافك وكتمت شهقاتك لكي لا يسمعك أحد؟<br />وكم مرة حاولت أن تتجاهل الأمر كله دفعة واحدة وفشلت!<br />وكم مرة حاولت أن تستعيد حياتك القديمة وقوتك السابقة وعجزت تمامًا عن ذلك؟<br />كل هذه الأسئلة وكل هذه المشاعر ستحدِث نتيجة غير متوقعة بعد ذلك.. ولكن ربما بعد فوات الأوان، أو ربما بعد أشهر أو سنوات..<br />تستيقظ وأنت لا تشعر بكل هذا الضياع، تستيقظ وأنت عازم على ترك الأمر هكذا.. للقدر.<br />تستيقظ وقوة وصبر يعقوب كلها بك.<br />تستيقظ وأنت على ثقة تامة بأنّ هذا الكسر سيُجبر يومًا.<br />وفي نهاية المطاف سنكتشف أن المشاعر تتغير على مر السنين.. وان الأحوال تتبدّل، فلا يمكن وقتها أن تبقى عالقًا بذات الخيبة سنينًا طويلة.. بالنهاية ستتجاوز الأمر ولكنك تحتاج لوقت كاف والأهم أن لا يكون ذلك الوقت طويلا كي لا يفوت الأوان !<br />@nanomomen<br /><br />