<br />عيد الأمة الإسلامية، أمة السلام، مثله مثل الأعياد السالفة اللاحقة، إلا ما رحم ربك.<br />عيد فردي تقريباً، بينما على مستوى الجماعات وفي دول إسلامية كثيرة فهو عيد متلبس بأحقاد وكره ودماء وشحناء وفرقة وآلام، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يبعث برسالة السلام والرحمة والتسامح والعدالة ولا بوصيته الخالدة «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». بل أن سلوكيات كثير من الأدعياء الذين يلوون ألسنتهم بالآيات ويتقمصون صور العلماء والأتقياء، قد جعلوا من الدين تجارة سياسية ومنافع حزبية، وكتابتهم وألفاظهم القبيحة تدل على أنهم لا يحبون حتى أنفسهم، وهذا أضعف المروءة، قبل الدين والتدين، إذ لم ينزهوا أنفسهم عن فحشاء القول والولغ في الأعراض والمناكير. فكيف بالعامة الذين لا يفقهون وتثيرهم العواطف والنزعات البشرية.<br />كيف يكون عيداً وكثير من المتصدرين الذين يقدمون أنفسهم علماء واتقياء، بدلاً من أن يحيوا ليلة العيد بالدعاء والتقرب إلى الله بالطاعات والصدقات وطيب القول، يسلمون أنفسهم لإبليس، فينهمكون بتدبيج شتائم، واختراع مذمات ونواقص بحق آخرين ويطعنون بأعراضهم. وبعضهم يمضي ليلة العيد يسن أسلحته لتصفية مسلمين آخرين وسفك دمائهم. بل أن بعض هؤلاء الأدعياء الخوارج، في بلدان إسلامية، قد هاجموا مساجد في صلوات أعياد وفي صلوات الجمع والجماعة وسفكوا الدم الحرام في بيوت الله، لم يراعوا حرمة الصلاة ولا حرمة المكان ولا حرمة دم الأبرياء. ثم، يزين لهم الشيطان أعمالهم، ليقولوا أن تلك الموبقات غيرة لدين الله.<br />وهذا يدل أن الشيطان يتلبسهم ويمنعهم أن يسألوا أنفسهم؛ كيف يكون انتهاك حرمات الله جهاد في سبيل الله؟!. وكيف تكون الحزبية السياسية وعصبيات التحزب واختراع الافتراءات وإلصاقها بكل من لا يوالي الحزب، جهاد في سبيل الله؟!<br />وقد شهدنا شيوخ أحزاب يصدرون فتاوى طبقاً للرغبات الحزبية. بل أحد كبار المشايخ الحزبيين أصدر فتوى يتحدث بها سنين، ثم فجأة، وبلا حياء أو خوف من الله، أفتى بنقيضها بعد أن غير الحزب سياسته.<br />*وتر<br />هذا الصباح..<br />تتزين الصبايا بأفراح العيد وشذى الواحات..<br />فيما أخريات، يغصن في حقول النار،<br />تفيض مآقيهن بالدمع والدم..<br />ولم تلق شموس العيد سلامها..<br />@malanzi3