حسين اركو مناوى السياسة الخارجية الأمريكية كالأخطبوط لها أذرع تحيط بمعظم دول العالم وربما كل دول العالم البالغ عددها 193 دولة ذات السيادة والعضوية فى الأمم المتحدة. لذلك نجد الشعوب في بلدانها المختلفة أكثر آطّلاعاً على السياسة الأمريكية من سياسات حكوماتها لأنّ الشعوب تدرك تماماً من الممكن الولايات المتحدة الأمريكية تزعزع عروش البلدان التي لا تتماشى مع مصالحها مهما كانت قدراتها كما يحدث الآن مع روسيا. الامريكان يتفننون فى تقديم برامجهم السياسية لشعوب العالم فى شكل ملامح عامة فى كل فترة انتخابية حتى يتسنى للناس معرفة سياسات الحكومة القادمة وخاصة ملامح السياسة الخارجية إلا أنّ أكبر تناقض فى السياسة الأمريكية هو الخلاف الجوهري بين القيم الديمقراطية التي تمارس داخل الولايات المتحدة وتلك التجاوزات فى السياسة الخارجية . بالرغم من أنّ الولايات المتحدة الأمريكية فى مقدمة الديمقراطيات الكبرى فى العالم إلا أنها ديمقراطية ذات معايير مزدوجة ما بين السياسة الداخلية والخارجية. فى السياسة الداخلية، الشعب الامريكى يمارس حقوقه فى الدولة بقوة القانون والشفافية بينما فى السياسية الخارجية، الحكومة الأمريكية تحافظ على مصالحها بقوة الاستخبارات دون مراعاة أخلاقيات الممارسة السياسية ومعايير الشفافية فقط الذى يتحكم على السياسة الخارجية هو لعبة شديدة القسوة تعرف بالعصا والجزرة أو دبلوماسية البوارج الحربية Gunboat diplomacy التى تترجمها الأساطيل الحربية المنتشرة في أرجاء العالم . فى …
The post ملف السودان وأولويات إدارة دونالد ترامب فى السياسة الخارجية appeared first on سودان تربيون.