الدكتور عمر مصطفى شركيان shurkiano@yahoo.co.uk تاريخ الحروب الأهليَّة في السُّودان لم يجد تغطيَّة شاملة، وبخاصة من قبل المؤرِّخين السُّودانيين. إذ يعود هذا التجاهل لعدة أسباب: فهناك أسباب إقصائيَّة تتمثَّل في تجاهل مآسي أقوام وطنيَّة سودانيَّة من منطلقات العرق والدين والقبيلة والجهة، وكذلك نسبة لغياب الإحصاءات الدقيقة لضحايا النزاعات الأهليَّة التي تنشأ بين الفينة والأخرى، ثمَّ إعمال مبدأ عفا الله عمَّا سلف الذي يهدر حقوق الضحايا، ويغيِّب فرص العدالة والاستحقاقات. لا غرو في أن نقول إنَّ هناك ثمة برهاناً في أنَّ الشخص بمقدوره أن يعرف والديه، فعلى الأمَّة أيضاً أن تعرف تاريخها، مهما بلغ هذا التاريخ من الأمر سوءاً وبشاعة. في سبيل ضمان مستقبل عادل، وفرصٍ متساوٍية، واستيعاب جميع قطاعات المجتمع وتعدُّدياته، علينا أن نعترف بالتاريخ ونتدارسه ونفهمه. بيد أنَّه قد ينظر بعض النَّاس إلى هذا التوثيق بأنَّه تاريخ قديم مضى عليه زمان أكثر من ثلاث حقب، لكن أي تاريخ! إنَّه لتاريخٌ مأسوي، ولا ينبغي غض الطَّرف عنه، فالذين لا يجتهدون لمعرفة التاريخ يعيشون أبد الدهر في الحاضر غير المستقر، لأنَّ مثل هذه الحياة تمحو عندهم خاصيَّة إدراك الأشياء، والنتيجة الحتميَّة في نهاية الأمر هي “متلازمة الطفولة” (Childhood syndrome)؛ والأطفال يتم اقتيادهم بسهولة ويسر. غير أن القوميَّة التعسفيَّة – والحال كانت في نظام الإنقاذ – تعتمد على القبول حرجاً بالتاريخ المزوَّر، …

The post في الكتاب الأحمر.. جرائم نظام الإنقاذ في جبال النُّوبة appeared first on سودان تربيون.