من المدهش حقاً، وبامتياز، خضوع المغتصب (بفتح الصاد) للمغتصب (بكسرها)، وتفضيله العيش تحت سقف واحد معه، رغم ما يتلقاه من إذلال وقهر وامتهان للكرامة الآدمية، ودوس للشرف، ومهما تصور الناس وصول رئيسي العدل والمساواة وتحرير السودان للوضع المهين، الذي جعلهم رهن إشارة الجنرالات الذين قصفوا عشائرهم في “كرنوي” و”ام برو” و”الطينة”، ببراميل التدمير القاتلة والسّامّة، لا يمكن لأحد أن يتخيل سقوطهما في هذا القاع السحيق للانحطاط القيمي والأخلاقي، الذي لم يكن يوماً شيمة من شيم الراحلين خليل إبراهيم وعبد الله