حين تمرّ الذكرى الحزيرانية كل عام، يقفز إلى أذهاننا فوراً، أنّ هزيمة الخامس من حزيران كانت هزيمةً للنظام السياسيّ، وللمنهج الحاكم، وللنظريات الاستبدادية القائمة حتى هذه اللحظة.. فليس أخطر على الوطن وشعبه من حاكمٍ مستبدٍ يصادر الحرية والكرامة، وينتهك الحقوق الإنسانية، ويسدّ منافذ الانفتاح السياسي والاقتصادي والمدني، ويُطبِق على أنفاس العباد، ويتاجر بالوطن وأهله، ويُشرع كلَّ الأبواب أمام الفساد الاقتصادي والإداري والسياسي والأخلاقي والتربوي والتعليمي والثقافي والاجتماعي والمالي.. ثم يورِّث كل هذه الكوابيس إلى الولد الغرّ والزمرة الفاسدة وشركاء السوء من بعده، فيكملون مشوار الفساد والهزائم والخيانة، ويحوِّلون الوطنَ ومصيره إلى ركامٍ يتطاير مع كل نسمةٍ داخليةٍ أو خارجية، ثم يسلّمونه يداً بيد، إلى المحتل المجوسيّ الفارسيّ والروسيّ، بدعمٍ صهيونيّ مُكَرَّرٍ!..