مشكلتنا في كثير من عقول المسلمين في فهم رمضان وفقهه ومقاصده، وما فيه من أحكام وحكم، وأسرار وفضائل، حتى صار هذا الشهر الكريم، عند عامة الناس، في بعض بلاد المسلمين، عبارة عن موسم للطعام والشراب، والتفنن في موائد رمضان، والابتكار لأنواع الحلويات، ونصب الزينات، والمبالغة في الإضاءات، مع الاهتمام بالمسلسلات الرديئات، والمتابعات للمسليات التي تجعل في الأمة جيلاً من الغافلين والغافلات، والسهرات المهلكات، وذلك بسبب غياب الوعي عن هذا الشهر المبارك، رغم أنه جاء ليصنع الوعي في كل مفردة من مفرداته، وفقرة من فقراته، على مفاهيم الربانية، الجامعة لمنافع الدنيا والاستمتاع الحلال بها، وعمارتها بمخططات الفعل الحضاري، مع التحقق بمعنى تحصيل رضوان الله، فيسعد المرء في الدنيا، ويكون من أهل النجاة يوم لقاء الله.