تعيش منطقة أولاد خليفة من عمادة المزارة بمعتمدية سبيطلة ، ولاية القصرين تحت وطأة العطش والتفقير، إذ يغيب عنها منذ عدة سنوات أبسط ضروريات الحياة من مرافق صحية وعمومية .
يبلغ عدد سكان هذه المنطقة حوالي 1500 نسمة وتفتقر للماء الصالح للشرب وقد انطلق الأهالي منذ سنة 2011 في المطالبة بحفر بئر يتزودون منها بالماء بعد أن ضاقوا ذرعا من شرب مياه البرك والسباخ والاودية أو المياه التي يتم شراؤها وجلبها عبر الصهاريج و التي أثقلت كاهلهم ماديا أو مياه الأمطار التي يتم تخزينها واستعمالها والتي غاليا ما تكون غير مطابقة للمواصفات الصحية .
طالب الأهالي في عديد المناسبات بحفر بئر في المنطقة وقاموا بالاتصال بالسلط الجهوية والمحلية إلا أن مطالبهم جوبهت بسياسة التسويف والوعود وعدم الجدية بخصوص حفر البئر المطالب بها ، مما اضطرّ بعض الأهالي لاستعمال مياه واد الحطب الملوثة والخطرة مخافة الهلاك من العطش وإنقاذا لفلاحتهم المعيشية ومورد رزقهم من التلف غير أن السلط الجهوية عوضا عن توفير الحد الأدنى من كميات مياه الشرب جابهتهم بالتتبعات القضائية وأصبحوا عرضة للإيقافات والمحاكمات بتهمة الاعتداء على الملك العمومي للمياه .
وأمام الوضعية التي يمر بها أهالي منطقة أولاد خليفة تدخلت شركة “سرغاز ” – التي تقوم بالإشراف على مشروع إيجار الأراضي و التسيير الفني لعملية نقل الغاز و صيانة المحطات والأنابيب- في إطار اتفاقية ثنائية مع ولاية القصرين تنص على تزويد عدد من المناطق بالماء الصالح للشرب وحفر بئر عميقة لمنطقة أولاد خليفة بكلفة تقدر بـ 200 ألف دينار وقامت خلال سنة 2021 بحفر هاته البئر غير انه وقع حفرها خارج منطقة أولاد خليفة بمنطقة تبعد عنها حوالي 12 كلم بتعلة نضوب المائدة المائية بها على أن يتم ربط أهالي منطقة أولاد خليفة بهاته البئر إلا أنه لم يقع الربط إلى حد هذا التاريخ لأسباب يجهلها أهالي المنطقة رغم تعهد البنك الإفريقي للتنمية بتمويل منظومة الربط وفقا للمعطيات الصادرة عن المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين .
وفي مرحلة أخرى قامت إحدى جمعيات المجتمع المدني بالتدخل والتنسيق مع السلط المحلية بحفر بئر عميقة بمنطقة أولاد خليفة بتكلفة ناهزت 50 ألف دينار ولكن لم يقع ربط الأهالي بها هي الأخرى و لم يقع استغلالها.
وأمام غياب المعلومة الصحيحة حول الوضعية المائية لمنطقة أولاد خليفة و استمرار عدم تزويد الأهالي بالمياه الصالحة للشرب وحرمانهم من الحق في الماء ، ذكر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية مكتب القيروان أن الحق في الماء هو حق أساسي من حقوق الإنسان وهو حق دستوري و يجب على الدولة ضمانه وتوفيره .
كما اكد المنتدى في بيان له أن الوضعية الحالية لمنطقة أولاد خليفة تمثل ضربا للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لأهالي المنطقة عبر تعطيشهم و عزلهم عن المرافق الحياتية الضرورية .
وطالب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية مكتب القيروان بالكشف عن مآل الآبار التي وقع حفرها لصالح أهالي منطقة أولاد خليفة و أسباب عدم استغلالها.
هذا وحمل وفق ما جاء في نص بيانه الجهات المعنية مسؤولية عدم ربط أهالي منطقة أولاد خليفة بالبئر التي وقع حفرها من قبل شركة “سرغاز”.
وشدد على ضرورة إيلاء السلط المركزية و الجهوية الاهتمام اللازم بمنطقة أولاد خليفة وإنقاذ أهاليها من براثين العطش.
يدعو إلى مناصرة القضايا الاجتماعية و البيئية لأهالي منطقة أولاد خليفة من عمادة المزارة بمعتمدية سبيطلة من ولاية القصرين .
The post صيحة فزع/ منطقة أولاد خليفة..تعددت الآبار والعطش باق.. first appeared on المصدر تونس.