شاركت سارة الزعفراني الزنزري وزيرة التجهيز والإسكان اليوم الأربعاء 18 سبتمبر 2024، في فعاليات منتدى النقل الإفريقي (ATF2024) تحت شعار "إفريقيا نحو التغيير - تسريع الربط المستدام للنقل والخدمات اللوجستية" المنعقد في أبيدجان بجمهورية الكوت ديفوار، والذي أشرف على افتتاحه الرسمي نائب رئيس البنك الإفريقي للتنمية Solomon Quaynor، وبحضور عدد من وزراء الدول الإفريقية إلى جانب عدد من الخبراء في المجال ومكاتب الدراسات والممولين ومختلف الهيئات ذات العلاقة.
 
ورافق الوزيرة في فعاليات هذا المنتدى سفير تونس بجمهورية الكوت ديفوار زياد سعداوي والمدير العام للجسور والطرقات صلاح الزواري. وتتواصل أشغال المنتدى من 18 سبتمبر إلى غاية 20 سبتمبر 2024.
 
وجرى خلال هذا المنتدى مناقشة المواضيع المشتركة، وقدمت سارة الزعفراني الزنزري بالمناسبة، بسطة عن التجربة التونسية في مجال بناء وتطوير شبكة الطرقات المرقمة المهيكلة، كما عرفت بالاستراتيجية القطاعية للنقل في تونس التي تهدف إلى إنشاء نظام نقل فعال وعالي الجودة، يدعم النمو الاقتصادي للبلاد.
 
وإجابة على الأسئلة التي وجهتها مديرة الجلسة الحوارية في المنتدى إلى السيّدة الوزيرة، بيّنت أن وزارة التجهيز والإسكان تعمل على إنشاء بنية تحتية للطرقات عصرية ومتطورة تواكب متطلبات النمو الإقتصادي والاجتماعي وتضمن انسيابية حركة المرور من خلال استخدام التقنيات الحديثة والمتطورة وتحافظ على سلامة مستعملي الطريق وعلى الجانب البيئي وتحترم الحقوق الإقتصادية والإجتماعية للمواطنين المتأثرين بشكل مباشر بالمشاريع الطرقية والذي يعكس التزام تونس بتحقيق أهداف التنمية المستدامة (ODD).
 
كما أضافت الوزيرة أن وزارة التجهيز والإسكان تعمل على تعزيز وتحسين الربط بين مختلف مناطق البلاد على جميع المحاور، لضمان وصول جميع مستخدمي الطريق إلى طريق سيارة أو طريق سريعة على مسافة لا تزيد عن 60 كلم في جميع أنحاء الجمهورية التونسية. كما تعمل الوزارة على فك العزلة عن المناطق الريفية من خلال تهيئة وتعبيد المسالك الريفية بطول 28,000 كلم مما يتيح الربط السريع مع شبكة الطرقات المرقمة والتي من المنتظر أن تبلغ في أفق 2035 حوالي 33.000 كلم.
 
وعن التعاون الثنائي بين وزارة التجهيز والإسكان، نوّهت الوزيرة بمتانة هذه الشراكة الثنائية المثمرة والتي استمرت على مدى ثلاث عقود، تم خلالها تنفيذ العديد من المشاريع في مجال البنية التحتية الطرقية وكذلك مشاريع التنمية الحضرية والتي تتمثل في: 
• انجاز 120 كلم من الطرقات السيارة، 
• انجاز 314 كلم من الطرقات السريعة،
• بناء 105 جسور،
• تهيئة 7570 كلم من الطرقات المرقمة،
• تعصير 1500 كلم من الطرقات المرقمة،
• تهيئة وتعبيد 1188 كلم من المسالك الريفية.
 
وأكدت أن هذه البرامج التي نُفذت بالتعاون مع البنك الأفريقي للتنمية ساهمت في تطوير حوالي 10700 كلم من الطرقات المرقمة بتمويل بلغ حوالي 1484 مليون يورو.
 
كما أشارت الوزيرة في ذات السياق، إلى الدراسات التي تنجزها وزارة التجهيز والإسكان بتمويل من البنك الإفريقي للتنمية والتي تهدف إلى تعزيز وتطوير جودة تنفيذ مشاريع البنية التحتية للطرقات وهي الدراسة المتعلقة بإعداد دليل لهيكلة الطريق يستند إلى آخر التطورات العلمية والفنية في المجال ويمكن من انجاز طرقات تستجيب لمتطلبات هيكل الطريق وترفع من قدرتها على التحمل خاصة الطرقات التي تشهد حركة مرورية كثيفة وخاصة منها الطرقات السيارة، بالإضافة إلى الدراسة المتعلقة بانجاز الممرات الاقتصادية الاستراتيجية بطول حوالي 500 كم، من خلال الربط العرضي بين المناطق الداخلية والمناطق الصناعية الساحلية.
 
كما يساهم البنك في تمويل الدراسات المتعلقة بـ:
• مضاعفة الطريق الوطنية رقم 15 التي تربط بين المعبر الحدودي تونس الجزائر بوشبكة وتلابت وقفصة وقابس، بطول 240 كم، وهي حاليا في مرحلة الدراسة التفصيلية.
• مضاعفة الطريق الوطنية رقم 3 الرابطة بين المعبر الحدودي حزوة إلى ولاية توزر والطريق الوطنية رقم 16 بين توزر وقابس عبر قبلي وهي أيضا في مرحلة الدراسة التفصيلية.
 
وفيما يتعلق بالمشاريع الإقليمية التي تربط الدول الإفريقية وتساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية لكل الدول الإفريقية، تطرقت الوزيرة إلى المشروع الإفريقي الرائد والاستراتيجي وهو مشروع الطريق العابر للصحراء البالغ طوله 9773 كلم والذي يربط عواصم ست دول إفريقية وهي تونس والجزائر والنيجر ومالي ونيجيريا وتشاد ويهدف إلى تجاوز العائق الطبيعي الذي تمثله الصحراء في مجال النقل، أمام مواطني البلدان الأعضاء ومختلف مؤسساتها الاقتصادية ويربط عواصم جميع البلدان الإفريقية عبر انجاز 9 طرق رئيسية وجعل هذه الطريق من أهم عناصر التبادل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ودفع عجلة التنمية بين هذه الدول وشعوب المنطقة المجاورة، إذ يساهم في تطوير 16 دولة في الغرب ويساعد في فك عزلتها الاقتصادية والاجتماعية. وقد بيّنت في هذا الإطار أن تونس أنجزت الجزء الخاص بها من هذا الطريق، الذي يمتد على مسافة معبدة بطول 699 كلم.
 
وعن باقي المشاريع الإقليمية التي تربط الدول الإفريقية وتساهم وزارة التجهيز والإسكان في إنجاز جزء منها، تحدثت الوزيرة عن الطريق العابرة للمغرب العربي والتي تعتبر ثاني مشروع إقليمي، وهي طريق سريعة تتكون من محور أطلسي يمتد من نواكشوط إلى الرباط، ومحور متوسطي من الرباط إلى طرابلس، ليربط موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، ويتمثل الجزء الخاص بتونس في إنجاز  الطريق السيارة التي تربط مدينة بوسالم بالحدود الجزائرية والتي يبلغ طوله حوالي 80 كلم والذي تعمل وزارة التجهيز والإسكان حاليا على إيجاد التمويلات اللازمة لتنفيذه.
 
وفي ختام النقاش أكدت سارة الزعفراني الزنزري على أهمية هذا المنتدى والفرص التي يتيحها للتباحث والتشاور وتبادل الخبرات والتجارب فيما يتعلق بتطوير قطاع البنية التحتية للطرقات وتوفير نظام نقل عالي الجودة والذي من شأنه أيضا أن يساهم في تحقيق تنمية النقل المستدام لكل بلد إفريقي.