أشرف وزير الصحة مصطفى الفرجاني، بمقر الوزارة، على الاجتماع الدوري الأول لعمداء كليات الطب بتونس وسوسة وصفاقس والمنستير، بحضور مدير عام الصحة وعضو المكتب التنفيذي للمجلس العربي للاختصاصات الصحية.
وتمحور الاجتماع حول تعزيز التكوين الطبي لمواكبة التطورات العلمية والاستجابة للاحتياجات الصحية الوطنية، حيث تم الاتفاق على جملة من المحاور الهامة أبرزها تطوير مناهج التدريس عبر إدماج التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والطب عن بُعد والصحة الرقمية لتطوير مهارات الأطباء ودعم التوازن بين التعليم النظري والتدريب العملي السريري وإدراج وحدات دراسية في مجال المهارات الأفقية على غرار التواصل وأخلاقيات المهنة.
كما تم الاتفاق على وضع برامج تدريب مبتكرة عبر إنشاء برامج محاكاة تُستخدم في مختلف الاختصاصات الطبية لتعزيز الجانب العملي لدى الطلبة وتعزيز الشراكات مع الكليات العالمية لتبادل الخبرات.
وبخصوص البحث العلمي تم الاتفاق على دعم البحث العلمي وربطه بالاحتياجات الصحية الوطنية.
وفيما يهم الموارد البشرية، تم الاتفاق على تحديد احتياجات البلاد من الأطباء، سواء أطباء العائلة أو المختصين في مجالات أخرى والعمل على تقليل هجرة الكفاءات من خلال تحسين ظروف العمل وفتح أفاق الممارسة الاستشفائية الجامعية في الخط الأول لأطباء العائلة.
كما تم الاتفاق على بعث أقسام جامعية استشفائية في المستشفيات الجهوية بالمناطق الداخلية، وذلك بتطوير المستشفيات الجهوية لتصبح مراكز تدريب جامعية لطلبة الطب، بهدف تقريب الخدمات الصحية من المواطنين وتمكين الطلبة من فرص تدريبية متقدمة ومتنوعة في مختلف أنحاء البلاد، مع تعزيز التخصصات المطلوبة بالمناطق الداخلية.
وتولى وزير الصحة خلال الاجتماع تسليم شهائد الاعتماد المؤسسي لمراكز التدريب بكليات الطب، الممنوحة من المجلس العربي للاختصاصات الصحية.
ويُعد هذا الاعتماد خطوة هامة تمتد على 6 سنوات، وتُتيح للكليات الانخراط في الاعتماد البرامجي، مما يعزز الاعتراف الإقليمي بشهادة الطب التونسية، ويفتح المجال للطلبة العرب، مثل الفلسطينيين، لمواصلة تدريبهم في المؤسسات الصحية التونسية.
وختم وزير الصحة بالتأكيد على أهمية التطوير المستمر للمناهج وتكييفها مع التطورات العلمية والمجتمعية لتحقيق أهداف الخطة الاستراتيجية الصحية الوطنية.