سلسلة ثانية من الانفجارات تهزّ لبنان:  الاحتلال يغامر بكل شيء

لم يكد اللبنانيون والعالم من خلفهم يستوعب وقع الانفجارات التي هزت لبنان اول امس الثلاثاء

واسفرت عن قتلي ومئات الجرحى، حتى سمع دوي انفجارات جديدة هزت يوم امس لبنان على غرار سابقتها لتستهدف الانظمة الاتصالية البديلة لحزب الله البناني وانظمة توليد الطاقة الشمسية.

عملية ثانية لم تختلف في تفاصيل تنفيذها عما بات يعرف بعملية «البيجر»، تفجيرات متزامنة طالت اجهزة الاتصال اللاسيلكية «التلكي ولكي» وانظمة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، لتدوي اصوات الانفجارات في معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية او في غيرها من مراكز انتشاره ونفوذه.

عملية اراد بها الاحتلال تاكيد رسائل عمليته السابقة وانه قادر في اقل من دقيقة على توجيه ضربة موجعة للمقاومة اللبنانية ليلحق بها اضرارا هى الاضخم منذ حرب 2006، وانه قادر على تكرار الامر متى اراد، فالساعات الفاصلة بين انفجار الاف اجهزة «البيجر» وبين انفجار مئات من اجهزة الاتصال اللاسلكي وانظمة اللالواح الشمسية المنتجة للطاقة، بينت ان للاحتلال القدرة على توجيه ضربة قوية لـ«حزب الله» اللبناني دون تكبد اية خسائر او اية تكلفة باهضة. بل واثبت تفوقه التقني والتكنولوجي والاستخبارتي.

تفوق اراد به الاحتلال كبح جماح حزب الله ومن خلفه توجيه رسالة الى «محور المقاومة» او التحالف الايراني كما يسوق لذلك في الغرب، ودفعه الى خفض نسق تحركه وعملياته التي تشن من جنوب لبنان او من اليمن وغيرها من المناطق، في اطار ما يعرف بسياسة الردع.

ردع اعلن الاحتلال عن انه قادر عليه بتوجيه ضربات نوعية ومركبة، اربكت حزب الله اللبناني الذي اعلن عن فتح تحقيقات لمعرفة كيفية وحجم الاختراق الحاصل سيما بعد ان اتضحت الصورة قليلا لتكشف عن اختراق اصاب سلاسل التوريد التي يعتمدها الحزب.

هذا الارتباك الناجم عن قطع نظامين رئيسيين للاتصال يعتمدهما الحزب، وهو نظام «البيجر» والاتصالات اللاسليكية يتضاعف اذا تعلق الامر بالبنية التحتية للحزب وتوجيه ضربات الى الواح الطاقة الشمسية المنتجة للكهرباء، التي شهدت تضاعفا غير مسبوق سواء اتعلق الامر بشبكة الاتصال او بببقية الانظمة والشبكات التي قد يجد الحزب نفسه اليوم مدفوعا الى التدقيق فيها والتحري بشان سلامتها وعدم اختراقها من قبل الاحتلال بما من شانه ان يشتت الحزب وقيادته ويشغلهم في الوقت الذي تتصاعد فيه التوقعات بان يشن الاحتلال عملية عسكرية تدعمها اعلان قيادات الاحتلال الصهيوني عن توجيه قوات عسكرية وعتاد الى الجبهة مع لبنان، تحسبا لاية تطورات عسكرية هناك.

خطوة الاحتلال وعمليته العسكرية التي اعلن بها عن تفوقه وقدرته على توجيه ضربة قوية لخصومه تزامنت مع جولة للمبعوث الامريكي الى المنطقة بهدف منع اتساع المواجهات والحيلولة دون ان تنجر المنطقة لحرب واسعة، وهو ما يكشف عن وجود نوايا للاحتلال بافشال هذه المساعي دون تحمل نتيجتها المباشرة لضمان دعم غربي لاحق.

العملية الامنية الصهيونية التي كشفت عن اختراق امني كبير نجم عنه تحد جديد لحزب الله الذي لا يخفى حرصه على تجنب حرب إقليمية واسعة، ولكنه مطالب بضغط الشارع اللبناني وانصاره بالرد على العملية التي تكررت ونجم عنها قتلى والاف الجرحى.

مشهد لبناني مركب اليوم يبحث الفاعلون فيه عن احتواء التصعيد والضغط على الدول الغربية لكبح جماح الاحتلال وجرائمه عل ذلك يجنب لبنان والمنطقة حربا واسعة مدمرة، باتت تقترب يوما بعد يوم.