أوروبا لمّا بقيت معتمدة في أمنها على أمريكا لم تفكر جدّيا في الوحدة الكاملة و بقيت مفككة … الاقتصادي وحده لا يكفي …
الآن و قد رأت الرئيس ترمب يقطع الحماية عنها و يهدد بتعطيل الحلف الأطلسي و يعطي اوكرانيا للروس و دول اخرى اصبحت مهددة لم تعد أوربا تثق في الحماية الأطلسية و بدأت تفكر بجدية في حماية نفسها بنفسها …
أوربا الآن تفكر في الوحدة بجدية في كل المجالات لا الاقتصادي فقط و انما أيضا السياسي و العسكري … و حتى اليمين الانفصالي الصاعد في الانتخابات في أغلب دول أوربا سوف يغير سياساته المعادية للاتحاد …
العرب جرى لهم نفس الشيء …
رأوا الآن أن التطبيع لا يفيد في شيء و أن حل الدولتين صعب و أن الظلم لا يقتصر على الفلسطينيين فقط ..
كما رأوا أنهم محل أطماع و ابتزاز و أراضيهم و ثرواتهم في خطر و لا أحد في مأمن …
كما رأوا أن شراء الأسلحة ليس الحل ، و من الضروري بناء قدرات دفاعية تكنولوجية حقيقية …
فهل يأخذ العرب الدرس و يقتربوا من بعضهم البعض و يتحدوا ؟ …
هل سوف تنتهي القمة القادمة بقرارات منعزلة كما الأمر في الماضي و بكلام فضفاض حتى لو مُلِئ حماسا ؟…
أم يفكر العرب هذه المرة بجدية في منظومة إقليمية جديدة و يسكنهم الإيمان بأن مستقبلهم في الوحدة و ليس في التحالف المتشتت مع الغير …
علما و أن المبدأ الجديد هو تكامل المصالح … ليس استجداءا من احد و لا عاطفة …
أ.د الصادق شعبان
The post في الإعتماد على الذات …الصادق شعبان appeared first on موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس.