خلال شهر رمضان، تتجه أنظار الكثير من التونسيين إلى المنتجات التقليدية التي تحمل بصمة تراثية خاصة، ومن بين هذه المنتجات التي تحظى بشعبية واسعة خبز القيروان، الذي يعدّ من أشهر أنواع الخبز في تونس. ويعود تاريخ خبز القيروان حسب الباحثين إلى مئات السنين، حيث ارتبط بتراث المدينة العريق وتم توارث تقنياته عبر الأجيال، ويعتمد هذا الخبز في تحضيره على السميد والفرينة، مع استعمال خميرة طبيعية تمنحه هشاشة خاصة، ويُطهى في أفران الطين التي تضفي عليه نكهة مميزة. ويختلف خبز القيروان عن بقية أنواع الخبز التونسي بكونه أكثر تماسكا وسمكا وأطول عمرا، ما يجعله مثاليا للاستهلاك خلال فترات طويلة، وهو ما يفسر الإقبال عليه في شهر رمضان، حيث يُعتمد عليه في مختلف الوجبات . وفقًا لمصادر محلية، تشهد المخابز القيروانية ارتفاعًا في الطلب على هذا الخبز خلال شهر رمضان، حيث يحرص السكان و الزائرونعلى اقتنائه بكميات كبيرة، ويرجع هذا الإقبال إلى قيمته الغذائية العالية، إذ يُستهلك في السحور بفضل قدرته على توفير إحساس بالشبع لفترة طويلة، كما يُستخدم في تحضير أطباق تونسية تقليدية خلال الإفطار. وعلى الرغم من التغيرات التي تشهدها العادات الغذائية، حافظ خبز القيروان على مكانته رغم انتشار الأنواع الحديثة من الخبز، ويعود ذلك إلى ارتباطه بالهوية القيروانية، حيث يُنظر إليه على أنه جزء من التراث المحلي الذي يعكس أصالة المدينة.

The post خبز القيروان.. إرث تونسي يحافظ على مكانته رغم تغيّر العادات appeared first on avant-premiere.